المنتقــــم
النقمة هى العقوبة، والله المنتقم الذى يقسم ظهور الكغاة ويشدد العقوبة على العصاة وذلك بعد الإنذار بعد التمكين والإمهال، فإنه إذا عوجل بالعقوبة لم يمعن فى المعصية فلم يستوجب غاية النكال فى العقوبة.
والله يغضب فى حق خلقه بما لا يغضب فى حق نفسه، فينتقم لعباده بما لا ينتقم لنفسه فى خاص حقه، فإنه إن عرفت أنه كريم رحيم فأعرف أنه منتقم شديد عظيم، وعن الفضل أنه قال: من خاف الله دله الخوف على كل خير.
العفــــــو
العفو له معنيان:
المعنى الأول: هو المحو والإزالة، و العفو فى حق الله تعالى عبارة عن إزالة أثار الذنوب كلية فيمحوها من ديوان الكرام الكاتبين، ولا يطالبه بها يوم القيامة وينسيها من قلوبهم كيلا يخجلوا عند تذكرها ويثبت مكان كل سيئة حسنة.
والمعنى الثانى: هو الفضل، أى هو الذى يعطى الكثير، وفى الحديث: (سلوا الله العفو و العافية) والعافية هنا دفاع الله عن العبد، والمعافاة أن يعافيك الله من الناس ويعافيهم منك، أى يغنيك عنهم ويغنيهم عنك، وبذلك صرف أذاك عنهم وأذاهم عن وحظ العبد من الاسم أن يعفو عمن أساء إليه أو ظلمه وأن يحسن الى من أساء اليه.
الـــــــرءوف
الرءوف فى اللغة هى الشديد الرحمة، والرأفة هى هى نهاية الرحمة، والروؤف فى أسماء الله تعالى هو المتعطف على المذنبين بالتوبة، وعلى أوليائه بالعصمة، ومن رحمته بعباده أن يصونهم عن موجبات عقوبته، وإن عصمته عن الزلة أبلغ فى باب الرحمن من غفرانه المعصية، وكم من عبد يرثى له الخلق بما به من الضر والفاقة وسوء الحال وهو فى الحقيقة فى نعمة تغبطه عليها الملائكة.
وقيل أن نبيا شكى الى الله تعالى الجوع والعرى والقمل، فأوحى الله تعالى اليه: أما تعرف ما فعلت بك؟ سددت عنك أبواب الشرك. ومن رحمته تعالى أن يصون العبد عن ملاحظة الأغيار فلا يرفع العبد حوائجه إلا إليه، وقد قال رجل لبعض الصالحين ألك حاجة؟ فقال: لا حاجة بى الى من لا يعلم حاجتى.
والفرق بين اسم الروؤف والرحيم أنه تعالى قدم الرءوف على الرحيم والرأفة على الرحمة. وحظ العبد من اسم الروؤف أن يكثر من ذكره حتى يصير عطوفا على الخاص والعام ذاكرا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء، و من قطع رجاء من ارتجاه قطع الله رجاءه يوم القيامة فلن يلج الجنة.
مالك الملك
من أسماء الله تعالى الملك والمالك والمليك، ومالك الملك والملكوت، مالك الملك هو المتصرف فى ملكه كيف يشاء ولا راد لحكمه، ولا معقب لأمره، والوجو كله من جميع مراتبه مملكة واحدة لمالك واحد هو الله تعالى، هو الملك الحقيقى المتصرف بما شاء كيف شاء، إيجادا وإعدتما، إحياء وإماته، تعذيبا وإثابة من غير مشارك ولا ممانع.
ومن أدب المؤمن مع اسم مالك الملك أن يكثر من ذكره وبذلك يغنيه الله عن الناس.
وروى عن سفيان بن عينه قال: بين أنا أطوف بالبيت إذ رأيت رجلا وقع فى قلبى أنه من عباد الله المخلصين فدنوت منه فقلت: هل تقول شيئا ينفعنى الله به؟ فلم يرد جوابا، ومشى فى طوافه، فلما فرغ صلى خلف المقام ركعتين، ثم دخل الحجر فجلس، فجلست إليه فقلت: هل تقول شيئا ينفعنى الله به؟ فقال: هل تدرون ما قال ربكم: أنا الحى الذى لا أموت هلموا أطيعونى أجعلكم ملوكا لا تزولون، أنا الملك الذى إذا أردت شيئا قلت له كن فيكون.
ذو الجلال والإكرام
ذو الجلال والإكرام أسم من أسماء الله الحسنى، هو الذى لا جلال ولا كمال إلا وهو له، ولا كرامة ولا مكرومة إلا وهى صادرة منه، فالجلال له فى ذاته والكرامة فائضة منه على خلقه، وفى تقديم لفظ الجلال على لفظ الإكرام سر، وهو إن الجلال إشارة الى التنزيه.
وأما الإكرام فإضافة ولابد فيها من المضافين، والإكرام قريب من معنى الإنعام إلا أنه أحص منه، لأنه ينعم على من لا يكرم، ولا يكرم غلا من ينعم عليه، وقد قيل أن النبى صلى الله عليه وسلم كان مارا فى طريق إذ رأة إعرابيا يقول: (اللهم إنى أسألك باسمك الأعظم العظيم، الحنان المنان، مالك الملك، ذو الجلال والإكرام).
فقال النبى صلى الله عليه وسلم:(إنه دعى باسم الله الذى إذا دعى به أجاب وإذا سئل به أجاب)، ومتى أكثر العبد من ذكره صار جليل القدر بين العوالم، ومن عرف جلال الله تواضع له وتذلل.