غبت أنا طويلا وخيالك يرافقني
وبعدت بجسدي في بلاد الغربة وصدى صوتك من كل اتجاه يناديني
لم استطع يوما أن أنسى حب عشته معك
خيالك دوما يلازمني
ارتقيت قمم الجبال فلاقاني هناك ونزلت بطون الأودية فقابلته بذاك
وغصت في زحمة الناس وهو دائما معي
شميت الزهور فوجدت فيها ريحتك
واشتريت العطور فوجدتها مسلوبة منك
مللت العطور بعد رائحتك فلا عطر يغنيني عن شم أنفاسك
ولا موسيقى
تسليني عن نغمة صوتك
ولا نور يشع لي مثل بريق عينيك
ولا صباح
يلوح لي مثل بياض خديك
ولا ليل يؤويني مثل خصلات شعرك
ولا جمال
يشغلني عن النظر إليك
فلا شيء في عيني يعلو عليك
حبك
يملأني بنشوة الإحساس
ويطير بي إلى المدى البعيد
البعيد البعيد
أراني
أنتي وأنا في عالم وحيد
ارض غير أرضنا وناس غير ناسنا
ومفهوم للحب غير مفهوم بعضنا
جزيرة خضراء فيها جبال ذات قمم شاهقة
ارتقيها أنا وخيالك كل صباح لنرى آمالنا
وأودية حنونة ناعمة ننزل إليها كل مساء تحتضنا بدفئها
أفكر بمستقبلنا
وعالم آخر حولنا
قلوبهم بيضاء ناصعة
لا نسمع منهم إلا التهاني والتباريك
أحدث نفسي دائما
لو صار الخيال إلى حقيقة
وقضينا مع بعضنا وقتا طويلا هناك
أو حتى بقية عمرنا
نعيش وسط عالم غريب وكأننا وحدنا
تظللنا شمس الأمل
وتجللنا غيوم المحبة لاشيء يشغلني عن النظر إليك
ولا احد يأخذك مني
هل
يسع قلبك كل هذا الحب
لقد أحببتك حبا لم يحبه قيس ولم يعرفه عنترة
حب مدفون في القلب
قررت اليوم أن انشره
فهاأنا أعود إليك
فلا تغيب عني أبدا
خليني أعيش يومي وأعطيني فرصة أحقق حلمي
كون كالشمس أراها كل يوم
كون لي كالماء العذب أتذوقه دود دوم
كون لي كالهواء النقي أتنفسه مع كل دقة من دقات قلبي
شنفي
آذاني بنغمات صوتك
واطلق
لساني بتكرار اسمك
فكل شيء حولي يذكرني بك
فماذا
تقول وبماذا ترد؟
هل آخذك وأطير
أم أبقى هنا
إن كا قرارك البقاء في أرضنا ووسط عالمنا
رقيت حبنا من الحساد وأعلنته على رؤس الأشهاد
وسألت رب العباد أن يحمينا
فماذا تقول؟