في ليلة من ليالي شهر ديسمبر قارس البرودة يجلس "عدنان" بجوار المدفئة وفي يده
كوب الشاي الذي اعتاد أن يحتسيه وهو يستمع لبرنامج "أسرار الليل بالليل"– جو قديم
شوية معلش خدني على قد عقلي علشان الموضوع مهم – يبدأ المذيع عبر المذياع – الراديو
يعني - بصوته الدافئ: النهارده هنتكلم عن موضوع خطير جداً وهو الارتباط بين الولد والبنت وتعليق الطرف الثاني وعدم اتخاذ
قرار حاسم!!.. يعني إيه الكلام ده؟ أكيد أي قصة حب بين اتنين لازم تنتهي بالرباط
الشرعي والرسمي يعني الخطوبة ومن ثم الجواز وده الطبيعي في أي علاقة طبيعية.. وفي
حلقة النهارده هنتكلم عن الأسباب اللي بتخلي طرف من أطراف العلاقة يؤجل الخطوة
الرسمية ويتأخَّر في اتخاذ قرار حاسم سواء بالاستمرار أو بإنهاء العلاقة وده اللي
هنعرفه من خلال التليفونات اللي هنستقبلها من أصدقائنا المستمعين..
ودلوقتي معانا اتصال ونقول آلوووووو..
ده مش بإيدي يابا.. بس اثبت حسن نيتك
أنا سعيدة إني باكلمك بس أنا فعلاً محتارة ومش عارفة أعمل إيه أنا مرتبطة بواحد
زميلي في الجامعة من 4 سنوات وهو بصراحة كويس جداً وواخد الموضوع جد لدرجة إنه
كلِّم ماما وقال لها إنه ناوي يقابل بابا بعد التخرج وحالياً هو اتخرَّج لكن الظروف
صعبة ومفيش شغل كويس ولو فيه شغل فمش مناسب، ده غير موضوع الجيش والمصيبة الكبيرة
في الشقة، طبعاً هو كان واضح معايا من الأول وأنا وعدته إني هاقف جانبه وأكون سنده
بس بجد الأمور صعبة والظروف أكبر مني ومنه وهو قال إنه مش عايز يعلَّقني معاه لأن
الخطوة الجادة لسه قدَّامها كتير
والظروف لاتسمح بأي خطوة إيجابية.. ولكن ماذا بعد؟!!
- صديقتنا العزيزة بصراحة موضوعك صعب وأكيد كلنا مرينا بالمرحلة دي وأعتقد إنه ده
أفضل وأنظف أنواع الارتباط، لكن دايما الظروف بيكون لها النصيب الأكبر في تحويل
الأحداث وفي حالتك دي فيه حل من اتنين، أولاً هاقول لك على الحل القاسي واللي كتير
بيكون نهاية العلاقة وهو إنكم تنهوا العلاقة في هدوء وبكل احترام وخصوصاً لو لو فيه
ضغط من الأهل أو أي عِرسان في الطريق، وكما إنتم لازم تعترفوا بصعوبة الظروف وقسوة
الحياة وده أكيد هيكون صعب جداً عليكم إنتم الاتنين لكن هي دي سُنَّة الحياة..
الحل التاني هو إنك تقفي جانبه وتستحملي الظروف وتقنعي أهلك إنه كويس وينتظره
مستقبل جيد ولازم هو كمان يكون عنده استعداد إنه يتخطى الظروف ويقدم كل ما يستطيعه
والكلام ده فعلاً موجود مش كلام وخلاص، يعني لو موضوع الجيش مر بسلام أو لو حتى
لأسوأ الظروف كانت مدة الجيش سنة واحدة فمش مشكلة يبدأ يبحث عن عمل والمثل بيقول إن
الشغل بيجيب شغل.. تفضل المشكلة الكبيرة في الشقة، ودلوقتي لو قدر يحجز شقة في
مشاريع الشباب الجديدة هتكون خطوة إيجابية جداً وابدئي معاه في 60 متر وبعدين الـ60
هيبقوا 160 أو حتى فيلا، صدقيني هي دي سُنِّة الحياة.. بس اللي أهم من الكلام إنه
يقابل والدك ويقنعه إن قدّامه فترة زمنية محددة. أيوه يحدد ميعاد يقدر فيه يكون عمل
حاجة وأثبت حُسن نيته وإنه راجل وقد المسئولية وفي الحالة دي هتلاقي الدنيا كلها
وقفت جانبه مش إنتِ بس، غير كده والأهم من ده كله إن ربنا بيقف مع أي حد ناوي
خير.... ودلوقتي نسمع أغنية "محمد منير" (شيء من بعيد ناداني).
لا يصح إلا الصحيح ولو في الألفية
الخمسين
ومعانا اتصال تاني ونقول آلووووو.. معانا صديقة تانية
ونوع آخر من الارتباط وتعليق الطرف التاني وعدم اتخاذ القرار الحاسم..
بدون تفاصيل وبعد السلام والكلام أحب أقول لك إن إحنا في الألفية التالتة
والقرن الـ21 وأنتَ عارف طبعاً سرعة إيقاع الحياة والتغيُّرات اللي طرأت علينا في
الفترة الأخيرة وروشنة الشباب ومش هاخبِّي عليك كل أصحابي مصاحبين – أيوه مصاحبين –
وعلشان كده أنا اتعرَّفت على ولد زميل زميلي وأعجب بيّ وأعجبت بيه وقررنا نتصاحب
لكن بعد فترة طلبت منه إنه يحول صحوبيتنا لشكل رسمي ويكلم بابا وماما وخصوصاً إنه
مرتاح وخلّص جامعة وما عندهوش جيش وعنده بدل الشقة 10 شقق؛ لكن فوجئت إنه بيتهرب
مني وبيقول إنه مستريح لي وكل حاجة لكن لسه شوية على موضوع الارتباط ده وتحمُّل
المسئولية بدري رغم إنه ماسك كل شغل والده وعلى طول يقول لي كل المسئولية أنا اللي
شايلها.. من ساعتها ونظرتي اتغيرت ليه وعرفت إنه يعرف كذا بنت في نفس الوقت وكلهم
مقتنعين إنه بيحبهم ومصاحبهم لوحدهم، غير إني كل ما أكلمه ألاقي نفسي على
الـWaiting وبيكلم حد تاني وفي الأغلب بتكون بنت، الأهم من كده إني عرفت من أصحابه
إنه مش جد وإنه بيحب يصاحب ويعلّق البنات بيه علشان يضيَّع وقت فراغه وعلى طول
مِشغَّل خاصية الـWaiting على موبايلاته علشان يلاحق على كل البنات اللي يعرفوه..
معلش طولت عليكم..
- ولايهمك بس المهم تكوني استوعبتِ الدرس كويس وعرفتِ إنه لو الزمن اتغير 100 سنة
كمان المفروض إنه لا يصح إلا الصحيح، ومهما أخدتنا التكنولوجيا والتطور نعرف إن
المبادئ لا تتجزَّأ ولو إننا استسلمنا بعض الشيء لموضوع الصحوبية ده مش هيخلينا
نتخلى عن عاداتنا وتقاليدنا ونعرف إن البنت مسيرها لبيت جوزها – كلام أبيض وإسود –
لكن هي دي الحقيقة ومش هينفع أزيِّن الكلام وألوِّنه، علشان كده الشاب اللي زي ده
لازم نعرف ونِتأكِّد إنه بيتسلى وإنه بيحب يضيّع وقت وإنه شخص مستهتر والابتعاد عنه
وتجنبه أفضل الحلول؛ لأنه حتى ما ينفعش يكون صديق – مش صاحب – لأنه مش مصدر ثقة..
دلوقتي نسمع أغنية (عينك ع اللي رايحة واللي جاية).. لـ"شيرين".
إياك ونظرية
الفاترينة
معانا اتصال المرة دي من صديق مش صديقة ونقول آلوووووو..
أنا متابع برنامجك من الأول وسمعت المكالمات اللي فاتت وعرفت إن الموضوع اللي
بتتكلم عنه ينطبق عليّ تماما بس صعب إن الواحد يتكلم عن مشكلته ويعبَّر عنها، بس
أنا قررت أكون واضح وصريح معاك...
أنا شاب جاهز ومستعد للارتباط وبادوّر على
بنت الحلال وبصراحة إنتَ عارف إننا في زمن صعب قوي وصعب تلاقي حد كويس أو يفهمك
ويكون مناسب ليك، لكن مش هي دي القضية لأني لقيت بدل البنت اتنين وتلاتة وهي دي
المشكلة إن أول بنت اتعرفت عليها لقيتها مناسبة قوي وعلى قدر كبير من التديُّن
والأخلاق لكنها متوسطة الجمال، المهم قرّبنا من بعض شوية بس ما وعدتهاش بأي حاجة،
الموضوع كله إعجاب وبعد فترة اتعرفت على بنت تانية في فرح ابن خالي ودي بصراحة بنت
على قدر كبير من الجمال والتدين وكمان فاهماني قوووي وشخصيتها قوية بس هي من عيلة
عاااااادية خالص، المهم البنت جذبتني بجمالها وأدبها وأخلاقها وقلت هي دي البنت
اللي أنا خلاص لازم أتقدم لها وقررت أسيب البنت الأولانية لأن هي دي اللي هتقدر
تسعدني وفعلاً بدأت ألمّح لها، لكن ما صارحتهاش مباشرة.. المهم علشان ما أطولش عليك
في يوم وأنا راجع من شغلي لقيت بنت خبطت عربيتي وأول ما نِزلت من عربيتها نسيت
الخبطة والعربية والسبب اللي نزِّلني من العربية ولقيت قدامي ملاك ماشي على الأرض
جمال إيه واحترام إيه وطِلعت من عيلة كبييييييرة قوي وفضلت تعتذر وساعتها قررت إن
الأمر ما يمرش كده واخترعت حدوتة وحكاية وأخدت رقمها علشان قال يعني تكاليف العربية
وكده، المهم مكالمة في التانية في اعتذار منها على شوية حركات مني لقيت إنها بنت
متفتحة وكويسة جداً ولقيت نفسي باتشّد لها وعايز أرتبط بيها مع العلم إن التلات
بنات اللي قررت أرتبط بيهم ما فيهمش عيب وأنا معقول كل ما هاقابل واحدة فيها ميزة
زيادة عن اللي قبلها أقرر أسيبها...
- صديقنا الغالي أحيي فيك صراحتك، لكنني لن أتعاطف معك وسامحني إن قسوت عليك؛
فأنتَ وأمثالك ممن يدّعون أن الدنيا يلاّ السلام وإن الاحترام بقى في خبر كان..
إنتَ بنفسك عرفت أن الدنيا لسه بخير وإن ولاد الناس بخير وإن الاحترام موجود لكن
للأسف مش باين لأن الفاسد هو اللي دايمًا بيطفو وبيظهر على السطح، وفي حالتك دي
المشكلة مش في البنات المشكلة فيك أنتَ؛ لأنك إنسان غير مسئول واعذرني بأن أصفك
بالأنانية والطمع لأنك كنت بتدور على ميزة وربنا كرمك بميزتين لكن إزاي بقى! لازم
تأكل التورتة كلها، ومش معنى إنك ما صارحتش البنت تبقى إنتَ كده أخليت نفسك من
المسئولية ومفيش عليك أي عتاب.. لأ طبعًا؛ لأن كتير العينين والأحاسيس والمشاعر
والتعبيرات بتكون أقوى بكتييير من أي كلام؛ وده بيخلي البنت تتعلق بيك وتقع في حبك؛
وبعدين إنتَ ما قلتش مثلاً إنك سِبت حد فيهم وده معناه إنك عايز تمسك كل الخيوط في
إيدك وتبدأ تقارن وتبحث عن الأفضل والأنسب وربما تظهر أخرى تنضم لقائمة المنتظرين؛
لكن وعد مني إنه في يوم كل ده هيضيع منك وترجع تدور من الأول وتقول يا ريت اللي جرى
ما كان.. وابتعد عن نظرية الفاترينة لأنك مش بتدور على قميص ولاّ بنطلون فبتقارن
بين الموديلات في الفتارين وبتدور على أفضل شيء يناسبك.. الأمر مختلف يا صديقي، لا
بد من إنك تقف مع نفسك وقفة جادة وتضع الأمور نصب عينيك وأن تأخذ الكلام على محمل
الجد علشان ربنا يوفقك لما تسعى إليه، وأحب أن أذكرك أنه عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
"تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا،
وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ" فالحديث الشريف لخص كل
الكلام بمعنى إن صفة واحدة من الأربع كفيلة بأن تتقدم للزواج فما بالك بمن أكرمه
الله بأكثر من صفة في شخص واحد، أخي أتقِ الله يجعل لك مخرجاً.