بعد أقل من شهر على حريق مجلس الشورى وبعد أسبوع واحد فقط من حريق المسرح القومي بمنطقة العتبة وقع حريق آخر صباح السبت 4 أكتوبر داخل ثلاثة عنابر للغزل والنسيج بشركة مصر للغزل والنسيج التي تقع في مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية والتي تعتبر أكبر شركة غزل ونسيج في مصر والشرق الأوسط.
بدأ الحريق في تمام الساعة السادسة صباحا قبل ساعة من بداية الوردية الأولى للعمال بعد إجازة عيد الفطر المبارك وشبّ الحريق على ثلاثة عنابر دفعة واحدة؛ عنبران متقابلان والثالث بعيد عنهما تماما, وأثبتت التحقيقات الأولية أن الحريق نشب بسبب ماس كهربائي يحدث عادة عند تشغيل ماكينات النسيج بعد أي فترة توقف طويلة, وهو ما اعتبره كثيرون دليلا واضحا على الإهمال الكبير الموجود داخل قلعة كبيرة للصناعة مثل شركة غزل المحلة ويقول أحد المسئولين بالشركة إن هذا الماس شيء طبيعي ولكنه وللمرة الأولى يتسبب في حريق.
ويقول أحد العمال أنه من الغريب حدوث ثلاثة حرائق في ثلاثة عنابر مختلفة في نفس الوقت وأن الشكوك تدور بين العمال والموظفين بالشركة أن يكون هذا الحريق بفعل فاعل، ويرجع ذلك الشك لعدم وجود أي عمال في الشركة في هذا التوقيت بسبب توقف العمل لإجازة عيد الفطر, مما يجعل الحركة داخل العنابر أقل مع العلم أن هذه الوردية هي الأولى بعد العطلة.
ويقول شاهد عيان أن الحريق استمر لأكثر من أربع ساعات متواصلة نجحت خلالها قوات الدفاع المدني الخاصة بالشركة في السيطرة على الحريق قبل خروجه إلى العنابر المجاورة؛ لأنه لو استمر الحريق لأكثر من ذلك لتسبب في كارثة كبيرة بسبب أن جميع المواد المستخدمة في الغزل والنسيج قابلة للاشتعال بشكل خطير.
وتأسست شركة مصر للغزل والنسيج عام 1927 كإحدى شركات بنك مصر أحد مشاريع "طلعت حرب"، برأس مال قدره 300,000 جنيه زاد تدريجيا فأصبح سنة 1958 أربعة ملايين جنيه أقامت مصانعها في بادئ الأمر على مساحة قدرها 32 فدانا ثم زادت المساحة إلى 580 فدانا تشغل الأقسام الإنتاجية 335 فدانا والباقي مخصص للمنشآت الاجتماعية ثم وصلت الآن مساحتها إلى 1000 فدان وتضم مدنا للعمال الأولى والثانية ومناطق إسكان في منشية البكري والزهراء وتحتوي على أول مدينة رياضية وترفيهية في الدلتا، بدأت المصانع إنتاجها عام 1930 وكان عدد مغازلها 12,200 مغزل وصلت إلى 300,000 مغزل تضمهم ستة مصانع للغزل.
وتضم المنطقة عشرة مصانع للنسيج تستهلك حوالي مليون قنطار من القطن تمثل 25% من إجمالي الاستهلاك الكلي للجمهورية كما تضم الشركة أربعة مصانع للملابس الجاهزة يبلغ إنتاجها 5.1 مليون قطعة في السنة ويصل عدد العاملين بالشركة إلى 24,000 عاملا وموظفا من سكان مدينة المحلة الكبرى والمدن المجاورة.
وتمثل شركة غزل المحلة اليوم أحد أكبر التحديات بالنسبة لسياسة الخصخصة التي تتبعها الحكومة خاصة مع البنية التحتية والاجتماعية والثقافية والرياضية التي تتميز بها؛ إذ تضم مساكن صحية وملاعب رياضية ومطعما وناديا للعاملين بها كما أقامت لعلاجهم مستشفى متطورا وأيضا أنشأت دور سينما ترفيهية.