| أعمال الشاعر نزار قبانى وسيرته الذاتيه | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
ملكة الاحزان ::: الـمـراقب الـعـام :::
عدد المساهمات : 934 العمر : 40 الاقامة : قلب حبيب قلبى المهنة : تأليف الشعر مزاجى النهاردة : نشاط العضو : ولد / بنت : الأوسمة : النقاط : 62315 تاريخ التسجيل : 16/10/2007
| موضوع: أعمال الشاعر نزار قبانى وسيرته الذاتيه 2/27/2008, 03:51 | |
|
عدل سابقا من قبل ملكة الاحزان في 2/27/2008, 04:52 عدل 1 مرات | |
|
| |
ملكة الاحزان ::: الـمـراقب الـعـام :::
عدد المساهمات : 934 العمر : 40 الاقامة : قلب حبيب قلبى المهنة : تأليف الشعر مزاجى النهاردة : نشاط العضو : ولد / بنت : الأوسمة : النقاط : 62315 تاريخ التسجيل : 16/10/2007
| موضوع: رد: أعمال الشاعر نزار قبانى وسيرته الذاتيه 2/27/2008, 04:08 | |
| حـــــــــــب استثنائي ... لمراة اســــــــتثنائية
- 1 -
أكثرُ ما يعذّبني في حُبِّكِ.. أنني لا أستطيع أن أحبّكِ أكثرْ.. وأكثرُ ما يضايقني في حواسّي الخمسْ.. أنها بقيتْ خمساً.. لا أكثَرْ.. إنَّ امرأةً إستثنائيةً مثلكِ تحتاجُ إلى أحاسيسَ إستثنائيَّهْ.. وأشواقٍ إستثنائيَّهْ.. ودموعٍ إستثنايَّهْ.. وديانةٍ رابعَهْ.. لها تعاليمُها ، وطقوسُها، وجنَّتُها، ونارُها. إنَّ امرأةً إستثنائيَّةً مثلكِ.. تحتاجُ إلى كُتُبٍ تُكْتَبُ لها وحدَها.. وحزنٍ خاصٍ بها وحدَها.. وموتٍ خاصٍ بها وحدَها وزَمَنٍ بملايين الغُرف.. تسكنُ فيه وحدها.. لكنّني واأسفاهْ.. لا أستطيع أن أعجنَ الثواني على شكل خواتمَ أضعُها في أصابعكْ فالسنةُ محكومةٌ بشهورها والشهورُ محكومةٌ بأسابيعها والأسابيعُ محكومةٌ بأيامِها وأيّامي محكومةٌ بتعاقب الليل والنهارْ في عينيكِ البَنَفسجيتيْنْ...
- 2 -
أكثرُ ما يعذِّبني في اللغة.. أنّها لا تكفيكِ. وأكثرُ ما يضايقني في الكتابة أنها لا تكتُبُكِ.. أنتِ امرأةٌ صعبهْ.. كلماتي تلهثُ كالخيول على مرتفعاتكْ.. ومفرداتي لا تكفي لاجتياز مسافاتك الضوئيَّهْ.. معكِ لا توجدُ مشكلة.. إنَّ مشكلتي هي مع الأبجديَّهْ.. مع ثمانٍ وعشرين حرفاً، لا تكفيني لتغطية بوصة واحدةٍ من مساحات أنوثتكْ.. ولا تكفيني لإقامة صلاة شكرٍ واحدةٍ لوجهك الجميلْ... إنَّ ما يحزنني في علاقتي معكِ.. أنكِ امرأةٌ متعدِّدهْ.. واللغةُ واحِدهْ.. فماذا تقترحين أن أفعلْ؟ كي أتصالح مع لغتي.. وأُزيلَ هذه الغُربَهْ.. بين الخَزَفِ، وبين الأصابعْ بين سطوحكِ المصقولهْ.. وعَرَباتي المدفونةِ في الثلجْ.. بين محيط خصركِ.. وطُموحِ مراكبي.. لاكتشاف كرويّة الأرضْ..
- 3 -
ربما كنتِ راضيةً عنِّي.. لأنني جعلتكِ كالأميرات في كُتُب الأطفالْ ورسمتُكِ كالملائكة على سقوف الكنائس.. ولكني لستُ راضياً عن نفسي.. فقد كان بإمكاني أن أرسمكِ بطريقة أفضلْ. وأوزّعَ الوردَ والذَهَبَ حول إليتيْكِ.. بشكلٍ أفضلْ. ولكنَّ الوقت فاجأني. وأنا معلَّقٌ بين النحاس.. وبين الحليبْ.. بين النعاس.. وبين البحرْ.. بين أظافر الشهوة.. ولحم المرايا.. بين الخطوط المنحنية.. والخطوط المستقيمهْ.. ربما كنتِ قانعةً، مثل كلّ النساءْ، بأيّة قصيدة حبٍ . تُقال لكِ.. أما أنا فغير قانعٍ بقناعاتكْ.. فهناك مئاتٌ من الكلمات تطلب مقابلتي.. ولا أقابلها.. وهناك مئاتٌ من القصائدْ.. تجلس ساعات في غرفة الإنتظار.. فأعتذر لها.. إنني لا أبحث عن قصيدةٍ ما.. لإمرأةٍ ما.. ولكنني أبحث عن "قصيدتكِ" أنتِ....
- 4 -
إنني عاتبٌ على جسدي.. لأنه لم يستطع ارتداءكِ بشكل أفضلْ.. وعاتبٌ على مسامات جلدي.. لأنها لم تستطع أن تمتصَّكِ بشكل أفضلْ.. وعاتبٌ على فمي.. لأنه لم يلتقط حبّات اللؤلؤ المتناثرة على امتداد شواطئكِ بشكلٍ أفضلْ.. وعاتبٌ على خيالي.. لأنه لم يتخيَّل كيف يمكن أن تنفجر البروق، وأقواسُ قُزَحْ.. من نهدين لم يحتفلا بعيد ميلادهما الثامنِ عشر.. بصورة رسميَّهْ... ولكن.. ماذا ينفع العتب الآنْ.. بعد أن أصبحتْ علاقتنا كبرتقالةٍ شاحبة، سقطت في البحرْ.. لقد كان جسدُكِ مليئاً باحتمالات المطرْ.. وكان ميزانُ الزلازلْ تحت سُرّتِكِ المستديرةِ كفم طفلْ.. يتنبأ باهتزاز الأرضْ.. ويعطي علامات يوم القيامهْ.. ولكنني لم أكن ذكياً بما فيه الكفايه.. لألتقط إشاراتكْ.. ولم أكن مثقفاً بما فيه الكفايه... لأقرأ أفكار الموج والزَبَدْ وأسمعَ إيقاعَ دورتكِ الدمويّهْ....
- 5 -
أكثر ما يعذِّبني في تاريخي معكِ.. أنني عاملتُكِ على طريقة بيدبا الفيلسوفْ.. ولم أعاملكِ على طريقة رامبو.. وزوربا.. وفان كوخ.. وديكِ الجنّ.. وسائر المجانينْ عاملتُك كأستاذ جامعيّْ.. يخاف أن يُحبَّ طالبته الجميلهْ.. حتى لا يخسَر شرَفَه الأكاديمي.. لهذا أشعر برغبةٍ طاغية في الإعتذار إليكِ.. عن جميع أشعار التصوُّف التي أسمعتكِ إياها.. يوم كنتِ تأتينَ إليَّ.. مليئةً كالسنبُلهْ.. وطازجةً كالسمكة الخارجة من البحرْ..
- 6 -
أعتذر إليكِ.. بالنيابة عن ابن الفارض، وجلال الدين الرومي، ومحي الدين بن عربي.. عن كلَّ التنظيرات.. والتهويمات.. والرموز.. والأقنعة التي كنتُ أضعها على وجهي، في غرفة الحُبّْ.. يوم كان المطلوبُ منِّي.. أن أكونَ قاطعاً كالشفرة وهجومياً كفهدٍ إفريقيّْ.. أشعرُ برغبة في الإعتذار إليكِ.. عن غبائي الذي لا مثيلَ له.. وجبني الذي لا مثيل له.. وعن كل الحكم المأثورة.. التي كنتُ أحفظها عن ظهر قلبْ.. وتلوتُها على نهديكِ الصغيريْْنْ.. فبكيا كطفلينِ معاقبينِ.. وناما دون عشاءْ..
- 7 -
أعترفُ لكِ يا سيّدتي.. أنّكِ كنتِ امرأةً إستثنائيَّهْ وأنَّ غبائي كان استثنائياً... فاسمحي لي أن أتلو أمامكِ فِعْلَ الندامَهْ عن كلِّ مواقف الحكمة التي صدرتْ عنِّي.. فقد تأكّد لي.. بعدما خسرتُ السباقْ.. وخسرتُ نقودي.. وخيولي.. أن الحكمةَ هي أسوأُ طَبَقٍ نقدِّمهُ.. لامرأةٍ نحبُّها.... ================ أريدك أنثى..
1 أريدك أنثى ..
ولا أدعي العلم في كيمياء النساء ومن أين يأتي رحيق الأنوثه وكيف تصير الظباء ظباء وكيف العصافير تتقن فن الغناء أريدك أنثى .. وأعرف أن الخيارات ليست كثيره فقد أستطيع اكتشاف جزيره وقد أستطيع العثور على لؤلؤه ولكن من ثامن المعجزات ، اختراع امرأه ..
2 أريدك أنثى .. وأجهل كيف يركب هذا العقار الخطير وأجهل كيف الفراشة تكتب شعراً .. وكيف الأنامل تقطر شهداً وأجهل أي بلاد يبيعون فيها الحرير أريدك أنثى .. بخطك هذا الصغير .. الصغير .. ونهدك هذا المليء .. المضيء .. الجريء .. العزيز .. القدير ..
3 أريدك أنثى .. ولا أتدخل بين النبيذ وبين الذهب .. وبين الكريستال .. والأقحوان ولست أفرق بين بياض يديك وبين مداسات هذا البيان .. ويكفي حضورك كي لا يكون المكان ويكفي مجيئك كي لا يجيء الزمان وتكفي ابتسامة عينيك كي يبدأ المهرجان فوجهك تأشيرتي لدخول بلاد الحنان ..
4 أريدك أنثى كما جاء في كتب الشعر منذ ألوف السنين وماء في كتب العشق والعاشقين وماء جاء في كتب الماء .. والورد .. والياسمين أريدك وادعة كالحمامه .. وصافية كمياه الغمامه وشاردة كالغزالة ، ما بين نجد .. وبين تهامه
| |
|
| |
ملكة الاحزان ::: الـمـراقب الـعـام :::
عدد المساهمات : 934 العمر : 40 الاقامة : قلب حبيب قلبى المهنة : تأليف الشعر مزاجى النهاردة : نشاط العضو : ولد / بنت : الأوسمة : النقاط : 62315 تاريخ التسجيل : 16/10/2007
| موضوع: رد: أعمال الشاعر نزار قبانى وسيرته الذاتيه 2/27/2008, 04:10 | |
| ياربِّ قلبي لم يَعُدْ كافياً لأنَّ مَنْ أُحِبُّها . . تعادلُ الدُنيا فَضَعْ بصدري واحداً غيرَهُ يكونُ في مساحةِ الدُنيا
لو خرجَ الماردُ من قُمْقُمِهِ و قالَ لي : لبَّيْكْ دقيقةٌ واحدةٌ لديكْ تختارُ فيها كُلَّ ما تريدُهُ من قِطَع الياقوتِ و الزُمرُّد لاخترتُ عينَيْكِ . . بلا تردُّد . .
لو كنتِ يا صديقتي بِمُسْتَوى جنوني.. رَمَيْتِ ما عليْكِ مِنْ جواهرٍ و بعتِ ما لديْكِ من أساورٍ و نمتِ في عيوني
أشكوكِ للسَّماءْ أشكوكِ للسَّماءْ كيفَ استطعتِ، كيفَ ، أن تختصري جميعَ ما في الأرضِ من نِساءْ
لأنَّ كلامَ القواميسِ ماتْ لأنَّ كلامَ المكاتيبِ ماتْ لأنَّ كلامَ الرواياتِ ماتْ أريدُ اكتشافَ طريقةِ عِشْقٍ أحبُّكِ فيها . . بلا كَلِماتْ
أكرهُ أنْ أُحِبَّ مِثلَ الناسْ أكرهُ أنْ أكتُبَ مِثلَ الناسْ أودُّ لو كانَ فمي كنيسةً و أَحْرُفي أجراسْ..
عُدِّي على أصابعِ اليَديْنِ ، ما يأتي: فأوَّلاً: حَبيبَتي أنتِ و ثانياً: حَبيبَتي أنتِ و ثالثاً: حَبيبَتي أنتِ ورابعاً و خامساً وسادساً و سابعاً و ثامناً و تاسعاً و عاشراً.. حَبيبَتي أنتِ..
حُبُّكِ يا عميقة العَيْنَيْنْ تَطَرُّفٌ تَصَوُّفٌ عبادةْ حُبُّكِ مثلَ الموتِ و الولادةْ صعبٌ بأنْ يُعادَ مَرَّتَينْ
عشرين ألفَ امرأةٍ أحببتْ.. عشرين ألف امرأة جَرَّبتْ و عندما التقيتُ فيكِ يا حبيبتي شعرتُ أنّي الآنَ قد بدأتْ ..
لَنْ تَهْرُبي مِنّي.. فإنّي رجلٌ مُقَدِّرٌ عليكِ.. لَنْ تخلصي مِنّي.. فإنَّ اللّهَ قد أرسلني إليكِ.. فمرّةً.. أطلعُ من أرنبتَيْ أُذْنَيْكِ و مرّةً أطلعُ من أساور الفيروز في يَدَيْكِ و حينَ يأتي الصيفُ يا حَبيبَتي أسبح كالأسماكِ في بُحَيْرَتَيْ عَينيكِ
لماذا . . لماذا . . منذ صرتِ حبيبتي يُضيىءُ مِدادي و الدفاترُ تُعْشبُ تغيَّرتِ الأشياءُ منذ عَشِقْتني و أصبحتُ كالأطفال . . بالشمس ألعبُ و لستُ نبياً مُرْسَلاً غير أنَّني أصيرُ نبيّاً . . عندما عنكِ أكتُبُ . .
محفورةٌ أنتِ على وَجْهِ يَدي .. كأسْطُرٍ كوفيَّةٍ على جدار مسجدِ . . محفورةٌ في خشبِ الكُرْسيِّ . . يا حبيبتي و في ذراعِ المَقْعَدِ . . و كُلَّما حاولتِ أن تبتعدي دقيقةً واحدةً أراكِ في جوف يدي . .
جَميعُ ما قالوهُ عَنّي .. صحيحْ جَميعُ ما قالوهُ عن سُمْعَتي في العشقِ و النساءِ. قولٌ صحيحْ لكنَّهُمْ لم يعرفوا أنني أنزفُ في حُبِّكِ مِثلَ المسيحْ..
أروعُ ما في حُبِّنا أنَّهُ ليسَ لهُ عقلٌ و لا منطقُ أجملُ ما في حُبِّنا أنَّهُ يمشي على الماءِ و لا يغرقُ
ليسَ يكفيكِ أن تكوني جَميلهْ كان لا بُدَّ من مروركِ يوماً بذراعيَّ كَيْ تصيري جَميلهْ
و كلَّما سافرتُ في عينيكِ يا حبيبتي أُحِسُّ أني راكبٌ سُجَّادةً سحريَّهْ فغيمةٌ ورديَّةٌ ترفعُني و بعدها . . تأتي البنفسجيَّهْ أدُورُ في عينيكِ يا حبيبتي أدورُ مثل الكُرَةِ الأرضيَّهْ . .
كَمْ تُشْبهينَ السَمَكَهْ سريعةٌ في الحبِّ . . مثل السمكَهْ جبانةٌ في الحبِّ . . مثل السَمَكَهْ قتلتِ ألفَ امرأةٍ في داخلي و صرتِ أنتِ الملِكَهْ . .
عَبَثاً ما أكتُبُ سيِّدتي إحساسي أكبرُ من لغتي و شعوري نحوكِ يتخطّى صوتي ، يتخطّى حنجرتي عبثاً ما أكتُبُ . . ما دامتْ كَلِماتي . . أوسعَ من شفتي أكرهُها . . كلَّ كتاباتي مشكلتي أنَّكِ مشكلتي
لأنَّ حُبِّي لكِ فوقَ مستوى الكلامْ . . قرَّرتُ أن أسكُتْ . . و السلامْ . . ===================== أعنـــــــــــف حب عشـــــــته
تلومني الدنيا إذا أحببته كأني أنا خلقت الحب واخترعته كأنني على خدود الورد قد رسمته .. كأنني أنا التي للطير في السماء قد علمته وفي حقول القمح قد زرعته .. وفي مياه البحر قد ذوبته .. كأنني أنا التي كالقمر الجميل في السماء قد علقته .. تلومني الدنيا إذا .. سميت من أحب .. أو ذكرته .. كأنني أنا الهوى .. وأمه .. وأخته .. لو كنت أدري أنه نوع من الإدمان .. ما أدمنته .. لو كنت أدري أنه باب كثير الريح ، ما فتحته .. لو كنت أدري أنه عود من الكبريت ، ما أشعلته هذا الهوى . أعنف حب عشته .. فليتني حين أتاني فاتحا يديه لي .. رددته .. وليتني من قبل أن يقتلني .. قتلته .. هذا الهوى الذي أراه في الليل .. أراه .. في ثوبي .. وفي عطري .. وفي أساوري .. أراه .. مرسوما على وجه يدي .. أراه .. منقوشا على مشاعري .. لو أخبروني أنه .. طفل كثير اللهو والضوضاء ما أدخلته .. وأنه سيكسر الزجاج في قلبي .. لما تركته .. لو اخبروني أنه سيضرم النيران في دقائق ويقلب الأشياء في دقائق ويصبغ الجدران بالأحمر والأزرق في دقائق .. لكنت قد طردته .. يا أيها الغالي الذي .. أرضيت عني الله .. إذ أحببته هذا الهوى .. أروع حب عشته فليتني حين أتاني زائرا .. بالورد قد طوقته .. وليتني حين أتاني باكيا .. فتحت أبوابي له .. وبسته .. وبسته .. وبسته ====================== | |
|
| |
ملكة الاحزان ::: الـمـراقب الـعـام :::
عدد المساهمات : 934 العمر : 40 الاقامة : قلب حبيب قلبى المهنة : تأليف الشعر مزاجى النهاردة : نشاط العضو : ولد / بنت : الأوسمة : النقاط : 62315 تاريخ التسجيل : 16/10/2007
| موضوع: رد: أعمال الشاعر نزار قبانى وسيرته الذاتيه 2/27/2008, 04:13 | |
| متى يعلنون وفاة العرب؟؟
أحاولُ منذ الطُفولةِ رسْمَ بلادٍ
تُسمّى - مجازا - بلادَ العَرَبْ
تُسامحُني إن كسرتُ زُجاجَ القمرْ...
وتشكرُني إن كتبتُ قصيدةَ حبٍ
وتسمحُ لي أن أمارسَ فعْلَ الهوى
ككلّ العصافير فوق الشجرْ...
أحاول رسم بلادٍ
تُعلّمني أن أكونَ على مستوى العشْقِ دوما
فأفرشَ تحتكِ ، صيفا ، عباءةَ حبي
وأعصرَ ثوبكِ عند هُطول المطرْ...
- 2 -
أحاولُ رسْمَ بلادٍ...
لها برلمانٌ من الياسَمينْ.
وشعبٌ رقيق من الياسَمينْ.
تنامُ حمائمُها فوق رأسي.
وتبكي مآذنُها في عيوني.
أحاول رسم بلادٍ تكون صديقةَ شِعْري.
ولا تتدخلُ بيني وبين ظُنوني.
ولا يتجولُ فيها العساكرُ فوق جبيني.
أحاولُ رسْمَ بلادٍ...
تُكافئني إن كتبتُ قصيدةَ شِعْرٍ
وتصفَحُ عني ، إذا فاض نهرُ جنوني
- 3 -
أحاول رسم مدينةِ حبٍ...
تكون مُحرّرةً من جميع العُقَدْ...
فلايذبحون الأنوثةَ فيها...ولايقمَعون الجَسَدْ...
- 4 -
رَحَلتُ جَنوبا...رحلت شمالا...
ولافائدهْ...
فقهوةُ كلِ المقاهي ، لها نكهةٌ واحدهْ...
وكلُ النساءِ لهنّ - إذا ما تعرّينَ-
رائحةٌ واحدهْ...
وكل رجالِ القبيلةِ لايمْضَغون الطعامْ
ويلتهمون النساءَ بثانيةٍ واحدهْ.
- 5 -
أحاول منذ البداياتِ...
أن لاأكونَ شبيها بأي أحدْ...
رفضتُ الكلامَ المُعلّبَ دوما.
رفضتُ عبادةَ أيِ وثَنْ...
- 6 -
أحاول إحراقَ كلِ النصوصِ التي أرتديها.
فبعضُ القصائدِ قبْرٌ،
وبعضُ اللغاتِ كَفَنْ.
وواعدتُ آخِرَ أنْثى...
ولكنني جئتُ بعد مرورِ الزمنْ...
- 7 -
أحاول أن أتبرّأَ من مُفْرداتي
ومن لعْنةِ المبتدا والخبرْ...
وأنفُضَ عني غُباري.
وأغسِلَ وجهي بماء المطرْ...
أحاول من سلطة الرمْلِ أن أستقيلْ...
وداعا قريشٌ...
وداعا كليبٌ...
وداعا مُضَرْ...
- 8 -
أحاول رسْمَ بلادٍ
تُسمّى - مجازا - بلادَ العربْ
سريري بها ثابتٌ
ورأسي بها ثابتٌ
لكي أعرفَ الفرقَ بين البلادِ وبين السُفُنْ...
ولكنهم...أخذوا عُلبةَ الرسْمِ منّي.
ولم يسمحوا لي بتصويرِ وجهِ الوطنْ...
- 9 -
أحاول منذ الطفولةِ
فتْحَ فضاءٍ من الياسَمينْ
وأسّستُ أولَ فندقِ حبٍ...بتاريخ كل العربْ...
ليستقبلَ العاشقينْ...
وألغيتُ كل الحروب القديمةِ...
بين الرجال...وبين النساءْ...
وبين الحمامِ...ومَن يذبحون الحمامْ...
وبين الرخام ومن يجرحون بياضَ الرخامْ...
ولكنهم...أغلقوا فندقي...
وقالوا بأن الهوى لايليقُ بماضي العربْ...
وطُهْرِ العربْ...
وإرثِ العربْ...
فيا لَلعجبْ!!
- 10 -
أحاول أن أتصورَ ما هو شكلُ الوطنْ؟
أحاول أن أستعيدَ مكانِيَ في بطْنِ أمي
وأسبحَ ضد مياه الزمنْ...
وأسرقَ تينا ، ولوزا ، و خوخا،
وأركضَ مثل العصافير خلف السفنْ.
أحاول أن أتخيّلَ جنّة عَدْنٍ
وكيف سأقضي الإجازةَ بين نُهور العقيقْ...
وبين نُهور اللبنْ...
وحين أفقتُ...اكتشفتُ هَشاشةَ حُلمي
فلا قمرٌ في سماءِ أريحا...
ولا سمكٌ في مياهِ الفُراطْ...
ولا قهوةٌ في عَدَنْ...
- 11 -
أحاول بالشعْرِ...أن أُمسِكَ المستحيلْ...
وأزرعَ نخلا...
ولكنهم في بلادي ، يقُصّون شَعْر النخيلْ...
أحاول أن أجعلَ الخيلَ أعلى صهيلا
ولكنّ أهلَ المدينةِيحتقرون الصهيلْ!!
- 12 -
أحاول - سيدتي - أن أحبّكِ...
خارجَ كلِ الطقوسْ...
وخارج كل النصوصْ...
وخارج كل الشرائعِ والأنْظِمَهْ
أحاول - سيدتي - أن أحبّكِ...
في أي منفى ذهبت إليه...
لأشعرَ - حين أضمّكِ يوما لصدري -
بأنّي أضمّ تراب الوَطَنْ...
- 13 -
أحاول - مذْ كنتُ طفلا، قراءة أي كتابٍ
تحدّث عن أنبياء العربْ.
وعن حكماءِ العربْ... وعن شعراءِ العربْ...
فلم أر إلا قصائدَ تلحَسُ رجلَ الخليفةِ
من أجل جَفْنةِ رزٍ... وخمسين درهمْ...
فيا للعَجَبْ!!
ولم أر إلا قبائل ليست تُفرّق ما بين لحم النساء...
وبين الرُطَبْ...
فيا للعَجَبْ!!
ولم أر إلا جرائد تخلع أثوابها الداخليّهْ...
لأيِ رئيسٍ من الغيب يأتي...
وأيِ عقيدٍ على جُثّة الشعب يمشي...
وأيِ مُرابٍ يُكدّس في راحتيه الذهبْ...
فيا للعَجَبْ!!
- 14 -
أنا منذ خمسينَ عاما،
أراقبُ حال العربْ.
وهم يرعدونَ، ولايمُطرونْ...
وهم يدخلون الحروب، ولايخرجونْ...
وهم يعلِكونَ جلود البلاغةِ عَلْكا
ولا يهضمونْ...
- 15 -
أنا منذ خمسينَ عاما
أحاولُ رسمَ بلادٍ
تُسمّى - مجازا - بلادَ العربْ
رسمتُ بلون الشرايينِ حينا
وحينا رسمت بلون الغضبْ.
وحين انتهى الرسمُ، ساءلتُ نفسي:
إذا أعلنوا ذاتَ يومٍ وفاةَ العربْ...
ففي أيِ مقبرةٍ يُدْفَنونْ؟
ومَن سوف يبكي عليهم؟
وليس لديهم بناتٌ...
وليس لديهم بَنونْ...
وليس هنالك حُزْنٌ،
وليس هنالك مَن يحْزُنونْ!!
- 16 -
أحاولُ منذُ بدأتُ كتابةَ شِعْري
قياسَ المسافةِ بيني وبين جدودي العربْ.
رأيتُ جُيوشا...ولا من جيوشْ...
رأيتُ فتوحا...ولا من فتوحْ...
وتابعتُ كلَ الحروبِ على شاشةِ التلْفزهْ...
فقتلى على شاشة التلفزهْ...
وجرحى على شاشة التلفزهْ...
ونصرٌ من الله يأتي إلينا...على شاشة التلفزهْ...
- 17 -
أيا وطني: جعلوك مسلْسلَ رُعْبٍ
نتابع أحداثهُ في المساءْ.
فكيف نراك إذا قطعوا الكهْرُباءْ؟؟
- 18 -
أنا...بعْدَ خمسين عاما
أحاول تسجيل ما قد رأيتْ...
رأيتُ شعوبا تظنّ بأنّ رجالَ المباحثِ
أمْرٌ من الله...مثلَ الصُداعِ...ومثل الزُكامْ...
ومثلَ الجُذامِ...ومثل الجَرَبْ...
رأيتُ العروبةَ معروضةً في مزادِ الأثاث القديمْ...
ولكنني...ما رأيتُ العَرَبْ ...!! ====================
| |
|
| |
ملكة الاحزان ::: الـمـراقب الـعـام :::
عدد المساهمات : 934 العمر : 40 الاقامة : قلب حبيب قلبى المهنة : تأليف الشعر مزاجى النهاردة : نشاط العضو : ولد / بنت : الأوسمة : النقاط : 62315 تاريخ التسجيل : 16/10/2007
| موضوع: رد: أعمال الشاعر نزار قبانى وسيرته الذاتيه 2/27/2008, 04:17 | |
| - 1 -
هل عندكِ شَكٌّ أنَّكِ أحلى امرأةٍ في الدُنيا؟.
وأَهَمَّ امرأةٍ في الدُنيا ؟.
هل عندكِ شكّ أنّي حين عثرتُ عليكِ . .
ملكتُ مفاتيحَ الدُنيا ؟.
هل عندكِ شكّ أنّي حين لَمَستُ يَدَيْكِ
تغيَّر تكوينُ الدنيا ؟
هل عندكِ شكّ أن دخولَكِ في قلبي
هو أعظمُ يومٍ في التاريخ . .
وأجمل خَبَرٍ في الدُنيا ؟
- 2 -
هل عندكِ شكٌّ في مَنْ أنتْ ؟
يا مَنْ تحتلُّ بعَيْنَيْها أجزاءَ الوقتْ
يا امرأةً تكسُر ، حين تمرُّ ، جدارَ الصوتْ
لا أدري ماذا يحدثُ لي ؟
فكأنَّكِ أُنثايَ الأُولى
وكأنّي قَبْلَكِ ما أحْبَبْتْ
وكأنّي ما مارستُ الحُبَّ . . ولا قبَّلتُ ولا قُبِّلتْ ميلادي أنتِ .. وقَبْلَكِ لا أتذكّرُ أنّي كُنتْ
وغطائي أنتِ .. وقَبْلَ حنانكِ لا أتذكّرُ أنّي عِشْتْ . .
وكأنّي أيّتها الملِكَهْ . .
من بطنكِ كالعُصْفُور خَرَجتْ . .
- 3 -
هل عندكِ شكٌّ أنّكِ جزءٌ من ذاتي
وبأنّي من عَيْنَيْكِ سرقتُ النارَ. .
وقمتُ بأخطر ثَوْرَاتي
أيّتها الوردةُ .. والياقُوتَةُ .. والرَيْحَانةُ ..
والسلطانةُ ..
والشَعْبِيَّةُ ..
والشَرْعيَّةُ بين جميع الملِكَاتِ . .
يا سَمَكَاً يَسْبَحُ في ماءِ حياتي
يا قَمَراً يطلع كلَّ مساءٍ من نافذة الكلِمَاتِ . .
يا أعظمَ فَتْحٍ بين جميع فُتُوحاتي
يا آخرَ وطنٍ أُولَدُ فيهِ . .
وأُدْفَنُ فيه ..
وأنْشُرُ فيه كِتَابَاتي . .
- 4 -
يا امْرأَةَ الدَهْشةِ .. يا امرأتي
لا أدري كيف رماني الموجُ على قَدَميْكْ
لا ادري كيف مَشَيْتِ إليَّ . .
وكيف مَشَيْتُ إليكْ . .
يا مَنْ تتزاحمُ كلُّ طُيُور البحرِ . .
لكي تَسْتوطنَ في نَهْدَيْكْ . .
كم كان كبيراً حظّي حين عثرتُ عليكْ . .
يا امرأةً تدخُلُ في تركيب الشِعرْ . .
دافئةٌ أنتِ كرمل البحرْ . .
رائعةٌ أنتِ كليلة قَدْرْ . .
من يوم طرقتِ البابَ عليَّ .. ابتدأ العُمرْ . .
كم صار جميلاً شِعْري . .
حين تثقّفَ بين يديكْ ..
كم صرتُ غنيّاً .. وقويّاً . .
لمّا أهداكِ اللهُ إليَّ . .
هل عندكِ شكّ أنّكِ قَبَسٌ من عَيْنَيّْ
ويداكِ هما استمرارٌ ضوئيٌّ ليَدَيّْ . .
هل عندكِ شكٌّ . .
أنَّ كلامَكِ يخرجُ من شَفَتيّْ ؟
هل عندكِ شكٌّ . .
أنّي فيكِ . . وأنَّكِ فيَّ ؟؟
- 5 -
يا ناراً تجتاحُ كياني
يا ثَمَراً يملأ أغصاني
يا جَسَداً يقطعُ مثلَ السيفِ ،
ويضربُ مثلَ البركانِ
يا نهداً .. يعبقُ مثلَ حقول التَبْغِ
ويركُضُ نحوي كحصانِ . .
قولي لي :
كيف سأُنقذُ نفسي من أمواج الطُوفَانِ ..
قُولي لي :
ماذا أفعلُ فيكِ ؟ أنا في حالة إدْمَانِ . .
قولي لي ما الحلُّ ؟ فأشواقي
وصلَتْ لحدود الهَذَيَانِ .. .
- 6 -
يا ذاتَ الأَنْف الإغْريقيِّ ..
وذاتَ الشَعْر الإسْبَاني يا امْرأَةً لا تتكرَّرُ في آلاف الأزمانِ ..
يا امرأةً ترقصُ حافيةَ القَدَمَيْنِ بمدْخَلِ شِرْياني
من أينَ أتَيْتِ ؟ وكيفَ أتَيْتِ ؟
وكيف عَصَفْتِ بوجداني ؟
يا إحدى نِعَمِ الله عليَّ ..
وغَيْمَةَ حُبٍّ وحَنَانٍ . .
يا أغلى لؤلؤةٍ بيدي . .
آهٍ .. كم ربّي أعطاني . . ======================== الاستجواب
(1)
مَنْ قَتَلَ الإمامْ ؟
المُخبِرونَ يملأونَ غرفتي
مَن قتلَ الإمامْ ؟
أحذيةُ الجنودِ فوقَ رقبتي
مَنْ قتلَ الإمامْ ؟
مَن طعنَ الدرويشَ صاحبَ الطريقهْ ؟
ومزَّقَ الجُبَّةَ ، والكشكولَ ، والمِسبَحَةَ الأنيقهْ ؟
يا سادَتي :
لا تقلعوا أظافري بحثاً عن الحقيقهْ
في جثةِ القتيلِ ، دوماً ، تسكنُ الحقيقهْ .
(2)
مَن قتلَ الإمامْ ؟
عساكرٌ بكاملِ السّلاحِ يدخلونْ
عساكرٌ بكاملِ السّلاحِ يخرجونْ
محاضِرٌ .. آلاتُ تسجيلٍ .. مصوّرونْ
يا سادَتي :
ما النفعُ من إفادَتي ؟
ما دمتُمْ ـ إن قلتُ وإنْ ما قلتْ ـ سوفَ تكتبونْ
ما تنفعُ استغاثتي ؟
ما دمتمْ ـ إن قلتُ وإن ما قلتُ ـ سوفَ تضربونْ
ما دمتمْ منذُ حكمتُمْ بلدي ..
عنّي تُفَكّرونْ ..
(3)
لستُ شيوعيّاً ـ كما قيلَ لكمْ ـ يا سادَتي الكِرامْ
ولا يمينيّاً ـ كما قيلَ لكمْ ـ يا سادَتي الكِرامْ
مسقطُ رأسي في دمشقَ الشامْ ..
هل واحدٌ من بينكمْ يعرفُ أينَ الشامْ ؟
هل واحدٌ من بينكم أدمنَ سُكنى الشامْ ؟
رَواهُ ماءُ الشامْ .. كَواهُ عِشقُ الشامْ ؟
تأكّدوا يا سادتي
لن تجدوا في كلِّ أسواقِ الورودِ وردةً كالشامْ
وفي دكاكينِ الحِلى جميعِها .. لؤلؤةً كالشامْ
لن تجدوا .. مدينةً حزينةَ العينينِ مثلَ الشامْ ..
(4)
لستُ عميلاً قذراً ...
ـ كما يقولُ مخبروكمْ ـ يا سادتي الكرامْ
ولا سرقتُ قمحةً ، ولا قتلتُ نملةً
ولا دخلتُ مركزَ البوليسِ يوماً .. سادتي الكرامْ
يعرفُني في حارتي الصغيرُ والكبيرْ
يعرفُني الأطفالُ ، والأشجارُ ، والحَمامْ
وأنبياءُ اللهِ يعرفونني
عليهمْ الصلاةُ والسلامْ
الصلواتُ الخمسُ .. لا أقطعُها يا سادتي الكرامْ . . وخطبةُ الجمعةِ لا تفوتُني .. يا سادتي الكرامْ ..
من ربعِ قرنٍ وأنا أمارسُ الركوعَ والسجودْ
أمارسُ القيامَ والقعودْ
أمارسُ التشخيصَ خلفَ حضرةِ الإمامْ
(يقولُ : ( اللهمَّ إمحقْ دولةَ اليهودْ
(أقولُ : ( اللهمَّ إمحقْ دولةَ اليهودْ
(يقولُ : ( اللهمَّ شتّتْ شملَهمْ
(أقولُ : ( اللهمَّ شتّتْ شملَهمْ
(يقولُ : ( اللهمَّ إقطعْ نَسلَهُمْ
(أقولُ : ( اللهمَّ إقطعْ نسلهُمْ
(يقولُ : (أغرقْ حرثَهم وزرعَهمْ
(أقولُ : (أغرقْ حرثَهمْ وزرعَهمْ
وهكذا .. يا سادتي الكرامْ
قضيتُ عشرينَ سنهْ ..
أعيشُ في حظيرةِ الأغنامْ
أعلفُ كالأغنامْ
أنامُ كالأغنامْ
أدورُ كحبّةٍ في مسبحةِ الإمامْ
لا عقلَ لي .. لا رأسَ .. لا أقدامْ ..
أستنشقُ الزكامَ من لحيتِه ..
والسُّلَّ في العظامْ ..
قضيتُ عشرينَ سنهْ
مُكَوَّماً كرزمةِ القشِّ على السجّادةِ الحمراءْ
أُجلَدُ كلَّ جمعةٍ بخطبةٍ غرّاءْ
أبتلعُ البيانَ ، والبديعَ ، والقصائدَ العصماءْ
أبتلعُ الهُراءْ
عشرينَ عاماً .. وأنا يا سادتي
أسكنُ في طاحونةٍ
ما طحنتْ قطُّ سوى الهواءْ
5)
يا سادتي
بخنجَري هذا الذي تَرَوْنَهُ
طعنتُهُ بالصدرِ والرقبهْ
طعنتُه في عقلهِ المنخورِ مثلَ الخشبهْ
طعنتُه باسمي أنا ..
واسمِ الملايينِ من الأغنامْ
يا سادتي : أعرفُ أنَّ تُهمَتي عقابُها الإعدامْ
لكنّني قتلتُ إذ قتلتُهُ
كلَّ الصراصيرِ التي تنشدُ في الظلامْ
والمستريحينَ على أرصفةِ الأحلامْ
قتلتُ إذْ قتلتُهُ ..
كلَّ الطفيليّاتِ في حديقةِ الإسلامْ
كلَّ الذينَ يطلبونَ الرزقَ من دُكّانةِ الإسلامْ
قتلتُ إذْ قتلتُهُ ، يا سادتي الكرامْ
كلَّ الذينَ منذُ ألفِ عامْ ..
يَتاجرون بالكلامْ ...
===================
| |
|
| |
ملكة الاحزان ::: الـمـراقب الـعـام :::
عدد المساهمات : 934 العمر : 40 الاقامة : قلب حبيب قلبى المهنة : تأليف الشعر مزاجى النهاردة : نشاط العضو : ولد / بنت : الأوسمة : النقاط : 62315 تاريخ التسجيل : 16/10/2007
| موضوع: رد: أعمال الشاعر نزار قبانى وسيرته الذاتيه 2/27/2008, 04:27 | |
| المهرولون
(1)
سقطت آخر جدران الحياء
وفرحنا..
ورقصنا..
وتباركنا بتوقيع سلام الجبناء
لم يعد يرعبنا شىء
ولا يخجلنا شىء
فقد يبست فينا عروق الكبرياء..
(2)
سقطت..
للمرة الخمسين .. عذريتنا
دون أن نهتز.. أو نصرخ
أو يرعبنا مرأى الدماء
ودخلنا فى زمان الهرولة
ووقفنا بالطوابير كأغنام أمام المقصلة
وركضنا .. ولهثنا..
وتسابقنا لتقبيل حذاء .. القتلة
(3)
جوعوا أطفالنا خمسين عاما
ورموا فى آخر الصوم الينا
بصلة...
(4)
سقطت غرناطة
للمرة الخمسين .. من أيدى العرب
سقط التاريخ من أيدى العرب
سقطت أعمدة الروح وأفخاذ القبيلة
سقطت كل مواويل البطولة
سقطت أشبيليا..
سقطت انطاكية
سقطت حطين من غير قتال
سقطت عمورية
سقطت مريم فى أيدى الميليشيات
فما من رجل ينقذ الرمز السماوى
ولا ثم رجولة....
(5)
سقطت آخر محظياتنا
فى يد الروم، فعن ماذا ندافع؟
لم يعد فى قصرنا جارية واحدة
تصنع القهوة .. والجنس
فعن ماذا ندافع ؟؟
(6)
لم يعد فى يدنا..
أندلس واحدة نملكها
سرقوا الأبواب
والحيطان
الوجات .. والأولاد..
والزيتون والزيت
وأحجار الشوارع
سرقوا عيسى بن مريم
وهو مازال رضيعا
سرقوا ذاكرة الليمون
والمشمش.. والنعناع منا
وقناديل الجوامع...
(7)
تركوا علبة سردين بأيدينا
تسمى (غزة)...
عظمة يابسة تدعى (أريحا)..
فندقا يدعى فلسطين
بلا سقف ولا أعمدة
تركونا جسدا دون عظام
ويدا دون أصابع
(8)
لم يعد ثمة أطلال لكى نبكى عليها
كيف .. تبكى أمة
أخذوا منها المدامع ؟؟
(9)
بعد هذا الغزل السرى فى أوسلو
خرجنا عاقرين
وهبونا وطنا أصغر من حبة قمح
وطنا نبلعه من غير ماء
كحبوب الأسبرين !!...
(10)
بعد خمسين سنة
نجلس الآن على الأرض الخراب
ما لنا مأوى .. كآلاف الكلاب !!
(11)
بعد خمسين سنةى..
ما وجدنا وطنا نسكنه
الا السراب.
ليس صلحا..
ذلك الصلح الذى أدخل كالخنجر فينا..
انه فعل اغتصاب !!...
(12)
ما تفيد الهرولة؟
ما تفيد الهرولة؟
عندما يبقى ضمير الشعب حيا
كفتيل قنبلة
(13)
كم حلمنا بسلام أخضر
وهلال أبيض
وبحر أزرق
وقلوع مرسلة
ووجدنا فجأة أنفسنا فى مزبلة!!
(14)
من ترى يسألهم
عن سلام الجبناء ؟؟
لا سلام الأقويا القادرين
من ترى يسألهم ؟
عن سلام البيع بالتقسيط
والتأجير بالتقسيط
والصفقات...
والتجار.. والمستثمرين؟
من ترى يسألهم؟
عن سلام الميتين..
أسكتوا الشارع
واغتالوا جميع الأسئلة..
وجميع السائلين...
(15)
وتزوجنا بلا حب
من الأنثى التى ذات يوم أكلت أولادنا
مضغت أكبادنا..
وأخذناها الى شهر العسل..
وسكرنا ... ورقصنا..
واستعدنا كل ما نحفظ من شعر الغزل
ثم أنجبنا - لسوء الحظ - أولادا معاقين
لهم شكل الضفادع
وتشردنا على أرصفة الحزن
فلا من بلد نحضنه
أو من ولد !!
(16)
لم يكن فى العرس رقص عربى
أو طعام عربى
أو غناء عربى
أو حياء عربى
فلقد غاب عن الزفة أولاد البلد.
لن تساوى كل توقيعات أوسلوا خردلة!!..
(17)
كان نصف المهر بالدولار
كان الخاتم الماسى بالدولار
كانت أجرة المأذون بالدولار
والكعكة كانت هبة من أمريكا..
وغطاء العرس والأزهار والشمع
وموسيقى المارينز...
كلها قد صنعت فى أمريكا ...
(18)
وانتهى العرس... ولم تحضر فلسطين الفرح
بل رأت صورتها مبثوثة عبر كل الأقنية
ورأت دمعتها تعبر أمواج المحيط..
نحو شيكاغو .. وجيرسى .. وميامى..
وهى مثل الطائر المذبوح تصرخ:
ليس هذا العرس عرسى..
ليس هذا العار عارى..
ليس هذا الثوب ثوبى.. أبدا... يا أمريكا...
أبدا ... يا أمريكا ...
أبدا ... يا أمريكا ... ================= [size=18]مشبوهة الشفتين
مشبوهة الشفتين , لا تتسكى
لن يستريح الموعد المكبوت
وغريزة الكبريت فى طغيانها
ماذا ؟ أيكظم مابه الكبريت
شفتان معصيتان .. أصفح عنهما
ما دام يرشح منهما الياقوت
ان الشفاه الصابرات أحبها
ينهار فوق عقيقها الجبروت
كرز الحديقة عندنا متفتح
قبلته فى جرحه ونسيت
شفتان للتدمير , يالى منهما
بهما سعدت و ألف ألف شقيت
شفتان مقبرتان , شقهما الهوى
فى كل شطر أحمر تابوت
شفة كابار النبيذ مليئة
كم مرة أفنيتها و فنيت
الفلقة العليا .. دعاء سافر
والدفء فى السفلى .. فأين أموت ======================= | |
|
| |
ملكة الاحزان ::: الـمـراقب الـعـام :::
عدد المساهمات : 934 العمر : 40 الاقامة : قلب حبيب قلبى المهنة : تأليف الشعر مزاجى النهاردة : نشاط العضو : ولد / بنت : الأوسمة : النقاط : 62315 تاريخ التسجيل : 16/10/2007
| موضوع: رد: أعمال الشاعر نزار قبانى وسيرته الذاتيه 2/27/2008, 04:32 | |
| | |
|
| |
ملكة الاحزان ::: الـمـراقب الـعـام :::
عدد المساهمات : 934 العمر : 40 الاقامة : قلب حبيب قلبى المهنة : تأليف الشعر مزاجى النهاردة : نشاط العضو : ولد / بنت : الأوسمة : النقاط : 62315 تاريخ التسجيل : 16/10/2007
| موضوع: رد: أعمال الشاعر نزار قبانى وسيرته الذاتيه 2/27/2008, 04:34 | |
| وصفة عربية لمداواة العشــــــــق
تصوَّرتُ حُبَّكِ..
طَفْحَاً على سطح جلْدِي..
أداويهِ بالماء.. أو بالكُحُولْ
وبرَّرتُهُ باختلافِ المناخْ..
وعلَّلتُه بانقلاب الفُصٌولْ..
وكنتُ إذا سألوني، أقولْْ:
هواجسُ نَفْسٍ..
وضَرْبَةُ شمسٍ..
وخَدْشٌ صغيرٌ على الوجهِ.. سوف يزولْ...
سَيُحيي المراعي.. ويَرْوي الحقولْ..
ولكنَّهُ اجتاحَ برَّ حياتي..
فأغرَقَ كلَّ القرى..
وأتلفَ كلَّ السُهُولْ..
وجرَّ سريري..
وجدرانَ بيتي..
وخَلَّفني فوق أرض الذُهُولْ..
***
تصوَّرتُ في البدءِ..
أنَّ هواكِ يمرُّ مرورَ الغمامَه
وأنَّكِ شطُّ الأمانْْ
وبرُّ السلامَهْ..
وقدَّرتُ أن القضيّةَ بيني وبينكِ..
سوفَ تهونُ ككُلِّ القضايا..
وأنّكِ سوف تذوبينَ مثلَ الكتابة فوق المرايا..
وأنَّ مرورَ الزمانْ..
سيقطعُ كلَّ جُذور الحنانْ
ويغمُرُ بالثلج كلَّ الزوايا
***
تصوَّرتُ أنَّ حماسي لعينيكِ كان انفعالاً..
كأيِّ انفعالْ..
وأنَّ كلامي عن الحُبِّ، كان كأيِّ كلامٍ يُقَالْ
واكتَشفتُ الآنَ.. أنيَ كنتُ قصيرَ الخيالْ فما كان حُبُّكِ طَفْحاً يُداوى بماء البنفسج واليانسُونْ
ولا كان خَدْشاً طفيفاً يُعالَجُ بالعشب أو بالدُهُونْ.. ولا كان نوبةَ بَرْدٍ..
سترحلُ عند رحيل رياح الشمالْ..
ولكنَّهُ كان سيفاً ينامُ بلحمي..
وجَيْشَ احتلالْ..
وأوَّلَ مرحلةٍ في طريق الجُنونْ..
وأوَّلَ مرحلةٍ في طريق الجُنونْ.. | |
|
| |
ملكة الاحزان ::: الـمـراقب الـعـام :::
عدد المساهمات : 934 العمر : 40 الاقامة : قلب حبيب قلبى المهنة : تأليف الشعر مزاجى النهاردة : نشاط العضو : ولد / بنت : الأوسمة : النقاط : 62315 تاريخ التسجيل : 16/10/2007
| موضوع: رد: أعمال الشاعر نزار قبانى وسيرته الذاتيه 2/27/2008, 04:37 | |
| أُحـــــــــبُّكِ .. حتى ترتفعَ الــســـــــــــــــماءُ قليلاً..
- 1 -
كي أستعيدَ عافيتي
وعافيةَ كلماتي.
وأخْرُجَ من حزام التلوُّثِ
الذي يلفُّ قلبي.
فالأرضُ بدونكِ
كِذْبَةٌ كبيرَهْ..
وتُفَّاحَةٌ فاسِدَةْ....
- 2 -
حتى أَدْخُلَ في دِينِ الياسمينْ
وأدافعَ عن حضارة الشِّعر...
وزُرقَةِ البَحرْ...
واخْضِرارِ الغاباتْ...
- 3 -
أريدُ أن أحِبَّكِ
حتى أطمئنَّ..
لا تزالُ بخيرْ.. لا تزالُ بخيرُ..
وأسماك الشِعْرِ التي تسْبَحُ في دَمي
لا تزالُ بخيرْ...
- 4 -
أريدُ أن أُحِبَّكِ..
حتى أتخلَّصَ من يَبَاسي..
ومُلُوحتي..
وتَكَلُّسِ أصابعي..
وفَرَاشاتي الملوَّنَةْ
وقُدرتي على البُكَاءْ...
- 5 -
أريدُ أن أُحبَّكِ
حتى أَسْتَرجِعَ تفاصيلَ بيتنا الدِمَشْقيّْ
غُرْفةً... غُرْفةْ...
بلاطةً... بلاطةْ..
حَمامةً.. حَمامَةْ..
وأتكلَّمَ مع خمسينَ صَفِيحَةِ فُلّْ
كما يستعرضُ الصائغُ
- 6 -
أريدُ أن أُحِبَّكِ، يا سيِّدتي
في زَمَنٍ..
أصبحَ فيه الحبُّ مُعاقاً..
واللّغَةُ معاقَةْ..
وكُتُبُ الشِعرِ، مُعاقَةْ..
فلا الأشجارُ قادرةٌ على الوقوف على قَدَميْهَا
ولا العصافيرُ قادرةٌ على استعمال أجْنِحَتِهَا.
ولا النجومُ قادرةٌ على التنقُّلْ....
أريدُ أن أُحبَّكِ..
من غُزْلان الحريَّةْ..
وآخِرُ رسالةٍ
من رسائل المُحِبّينْ
وتُشْنَقَ آخرُ قصيدةٍ
مكتوبةٍ باللغة العربيَّةْ...
- 7 -
أُريدُ أن أُحِبَّكِ..
قبل أن يصدرَ مرسومٌ فَاشِسْتيّْ
وأريدُ أن أتناوَلَ فنجاناً من القهوةِ معكِ..
وأريدُ أن أجلسَ معكِ.. لدَقيقَتينْ
قبل أن تسحبَ الشرطةُ السريّةُ من تحتنا الكراسي..
وأريدُ أن أعانقَكِ..
قبلَ أن يُلْقُوا القَبْضَ على فَمي.. وذراعيّْ
وأريدُ أن أبكيَ بين يَدَيْكِ
قَبْلَ أن يفرضُوا ضريبةً جمركيةً
على دُمُوعي...
أريدُ أن أُحِبَّكِ، يا سيِّدتي
وأُغَيِّرَ التقاويمْ
وأعيدَ تسميةَ الشهور والأيَّامْ
وأضبطَ ساعاتِ العالم..
على إيقاع خطواتِكْ
ورائحةِ عطرِك..
التي تدخُلُ إلى المقهى..
قبلَ دُخُولِكْ..
إني أُحبِّكِ ، يا سيدتي
دفاعاً عن حقِّ الفَرَسِ..
في أن تصهلَ كما تشاءْ..
وحقِّ المرأةِ.. في أن تختار فارسَها كما تشاءْ.. وحق الشَجَرةِ في أن تغيّرَ أوراقها
وحقِّ الشعوب في أن تغيِّر حُكامَها
متى تشاءْ....
- 8 -
أريدُ أن أحبَّكِ..
حتى أُعيدَ إلى بيروتَ، رأسَها المقطوعْ
وإلى بَحْرِها، معطَفَهُ الأزرقْ
وإلى شعرائِها.. دفاترَهُمْ المُحْتَرقَةْ
أريدُ أن أُعيدَ
لتشايكوفسكي.. بَجَعتَهُ البيضاءْ
ولبول ايلوار.. مفاتيحَ باريسْ
ولفان كوخ.. زهرةَ (دوَّار الشمسْ)
ولأراغون.. (عيونَ إلْزَا)
ولقيسِ بنِ المُلوَّحْ..
أمشاطَ ليلى العامريَّهْ....
- 9 -
أريدُكِ ، أن تكوني حبيبتي
حتى تنتصرَ القصيدةْ...
على المسدَّسِ الكاتِمِ للصوتْ..
وينتصرَ التلاميذْ
وتنتصرَ الوردةْ..
وتنتصر المكتباتْ..
على مصانع الأسلحةْ...
- 9 -
أريدُ أن أحبَّكِ..
حتى أستعيد الأشياءَ التي تُشْبِهُنِي
والأشجارَ التي كانَتْ تتبعُني..
والقِططَ الشاميّةَ التي كانت تُخَرْمِشُني والكتاباتِ .. التي كانَتْ تكتُبُني..
أريدُ.. أن أفتحَ كُلَّ الجواريرْ
التي كانتْ أمّي تُخبِّئُ فيها
خاتمَ زواجها..
ومسْبَحَتها الحجازيَّةْ..
بقيت تحتفظُ بها..
منذُ يوم ولادتي..
- 10 -
كلُّ شيءٍ يا سيِّدتي
دَخَلَ في (الكُومَا) فالأقمارُ الصناعيّةْ
إنتصرتْ على قَمَر الشُعَرَاءْ
والحاسباتُ الالكترونيَّةْ
تفوَّقتْ على نشيد الإنشادْ..
وبابلو نيرودا...
أريدُ أن أُحبَّكِ، يا سيدتي..
قبل أن يُصْبحَ قلبي..
قِطْعَةَ غيارٍ تُباعُ في الصيدلياتْ
فأطِبَّاءُ القُلُوبِ في (كليفلاندْ)
يصنعونَ القلوبَ بالجُمْلَهْْ
كما تُصنعُ الأحذيَةْ....
- 11 -
السماءُ يا سيِّدتي، أصبحتْ واطِئَةْ..
والغيومُ العالية..
أصبحتْ تَتَسَكَّعُ على الأَسْْفَلتْ..
وجمهوريةُ أفلاطونْ.
وشريعةُ حَمُّورابي.
ووصايا الأنبياءْ.
صارت دون مستوى سَطْح البحرْ
ومشايخُ الطُرُقِ الصُوفِيَّة..
أن أُحِبَّكِ..
حتى ترتفعَ السماءُ قليلاً....
إنتصرتْ على قَمَر الشُعَرَاءْ
والحاسباتُ الالكترونيَّةْ
تفوَّقتْ على نشيد الإنشادْ..
وقصائدِ لوركا.. وماياكوفسكي..
وبابلو نيرودا...
- 12 -
أريدُ أن أُحبَّكِ، يا سيدتي..
قبل أن يُصْبحَ قلبي..
قِطْعَةَ غيارٍ تُباعُ في الصيدلياتْ
فأطِبَّاءُ القُلُوبِ في (كليفلاندْ)
يصنعونَ القلوبَ بالجُمْلَهْْ
كما تُصنعُ الأحذيَةْ....
- 13 -
السماءُ يا سيِّدتي، أصبحتْ واطِئَةْ..
والغيومُ العالية..
أصبحتْ تَتَسَكَّعُ على الأَسْْفَلتْ..
وجمهوريةُ أفلاطونْ.
وشريعةُ حَمُّورابي.
ووصايا الأنبياءْ.
وكلامُ الشعراء.
صارت دون مستوى سَطْح البحرْ
لذلكَ نَصَحني السَحَرةُ، والمُنجِّمونَ،
ومشايخُ الطُرُقِ الصُوفِيَّة..
أن أُحِبَّكِ..
حتى ترتفعَ السماءُ قليلاً.... | |
|
| |
ملكة الاحزان ::: الـمـراقب الـعـام :::
عدد المساهمات : 934 العمر : 40 الاقامة : قلب حبيب قلبى المهنة : تأليف الشعر مزاجى النهاردة : نشاط العضو : ولد / بنت : الأوسمة : النقاط : 62315 تاريخ التسجيل : 16/10/2007
| موضوع: رد: أعمال الشاعر نزار قبانى وسيرته الذاتيه 2/27/2008, 04:39 | |
| الغاضبون
يـا تلاميـذ غـزّة.. علّمـونـا ... بعض ما عندكم، فنحـنُ نسينـا
علّمونـا.. بـأن نكـون رجـالا ... فلدينا الرجـالُ، صـاروا عجينـا
علّمُونـا كيـف الحجـارةُ تغـدو .... بين أيدي الأطفال.. ماساً ثمينـا
كيف تغدوُ درّاجـةُ الطفـل لُغمـاً ... وشريطُ الحريـر.. يغـدو كمينـا
كيف مصّاصةُ الحليـب.. اذا مـا ... اعتقـدُونـا تحـولّـت سكّيـنـا
يـا تلاميـذ غـزّة.. لا تبالُـوا .... باذاعاتـنـا.. ولا تسمـعُـونـا
اضربُوا.. اضربُوا.. بكلّ قواكُـم ... واحزُمـوا أمركُـم، ولا تسألُونـا
نحنُ أهلُ الحساب والجمع والطرح ... فخُوضُـوا حُرُوبكُـم. واتركُونـا
إننّا الهاربُون من خدمة الجيـش ... فهاتُـوا حبالـكُـم، واشنُقُـونـا
نحنُ موتى، لا يملكُـون ضريحـاً ... ويتامـى، لا يملكُـون عُيـونـا
قـد لزمنـا جُحُورنـا.. وطلبنـا ... منكـمٌ، أن تقاتـلُـوا التنّيـنـا
قد صغُرنا، أمامكم، ألـف قـرن ... وكبُرتُـم، خـلال شهـر قُرُونـا
يـا تلاميـذ غـزّة.. لا تعـودُوا .... لكتابـاتـنـا، ولا تـقـرؤُونـا
نحـنُ آباءكُـم.. فـلا تشبهُونـا .... نحنُ اصنامكُـم.. فـلا تعبدوُنـا
نتعاطى القات السياسىّ.. والقمعَ ... ونبـنـي مقـابـراً وسجُـونـا
حرّرونا من عقدة الخـوفِ فينـا ... واطردُوا من رؤوسنـا الافيُونـا
علّمونا فـنّ التشبّـث بـالأرضِ ... ولا تتركُـوا المسيـحَ حزيـنـا
يـا أحباءنـا الصغـارَ.. سلامـاً .... جعـلَ الله يومـكُـم ياسميـنـا
من شقوُق الارضِ الخرابِ، طلعتُم ... وزرعتُـم جراحـنـا نسريـنـا
هذه ثورةُ الدفاتـر.. والحبـر.. .... فكونـوا علـى الشفـاه لحُونـا
أمطرونـا.. بطولـةً وشمُـوخـاً ... وافعلونا من قُبحنـا.. اغسلُونـا
انّ هذا العصـر اليهـوديّ وهـمٌ ... سوف ينهارُ، لو ملكنـا اليقينـا
يا مجانينَ غـزّة... ألـفُ أهـلاّ ... بالمجانيـنِ... ان هـمُ حرّرونـا
انّ عصر العقلِ السياسيّ... ولّي ... مـن زمـان، فعلّمونـا الجنُونـا | |
|
| |
ملكة الاحزان ::: الـمـراقب الـعـام :::
عدد المساهمات : 934 العمر : 40 الاقامة : قلب حبيب قلبى المهنة : تأليف الشعر مزاجى النهاردة : نشاط العضو : ولد / بنت : الأوسمة : النقاط : 62315 تاريخ التسجيل : 16/10/2007
| موضوع: رد: أعمال الشاعر نزار قبانى وسيرته الذاتيه 2/27/2008, 04:42 | |
| دكتوراه شرف في كيمياء الحجر
يرمي حجراً.. أو حجرينْ.
يقطعُ أفعى إسرائيلَ إلى نصفينْ
يمضغُ لحمَ الدبّاباتِ،
ويأتينا..
من غيرِ يدينْ..
في لحظاتٍ..
تظهرُ أرضٌ فوقَ الغيمِ،
ويولدُ وطنٌ في العينينْ
في لحظاتٍ..
تظهرُ حيفا.
تظهرُ يافا.
تأتي غزَّةُ في أمواجِ البحرِ
تضيءُ القدسُ،
كمئذنةٍ بين الشفتينْ..
يرسمُ فرساً..
من ياقوتِ الفجرِ..
ويدخلُ..
كالإسكندرِ ذي القرنينِ.
يخلعُ أبوابَ التاريخِ،
وينهي عصرَ الحشّاشينَ،
ويقفلُ سوقَ القوَّادين،
ويقطعُ أيدي المرتزقينَ،
ويلقي تركةَ أهلِ الكهفِ،
عن الكتفينْ..
في لحظاتٍ..
تحبلُ أشجارُ الزّيتونِ،
يدرُّ حليبٌ في الثديينْ..
يرسمُ أرضاً في طبريّا
يزرعُ فيها سنبلتينْ
يرسمُ بيتاً فوقَ الكرملْ،
يرسمُ أمّاً.. تطحنُ بُنَّاً عندَ البابِ،
وفنجانينْ..
وفي لحظاتٍ.. تهجمُ رائحةُ الليمونِ،
ويولدُ وطنٌ في العينينْ
يرمي قمراً من عينيهِ السوداوينِ،
وقد يرمي قمرينْ..
يرمي قلماً.
يرمي كتباً.
يرمي حبراً.
يرمي صمغاً.
يرمي كرّاسات الرسمِ
وفرشاةَ الألوانْ
تصرخُ مريمُ: "يا ولداهُ.."
وتأخذهُ بينَ الأحضانْ.
يسقطُ ولدٌ
في لحظاتٍ..
يولدُ آلافُ الصّبيانْ
يكسفُ قمرٌ غزّاويٌ
في لحظاتٍ...
يطلعُ قمرٌ من بيسانْ
يدخلُ وطنٌ للزنزانةِ،
يولدُ وطنٌ في العينين..
ينفضُ عن نعليهِ الرملَ..
ويدخلُ في مملكةِ الماء.
يفتحُ نفقاً آخرَ.
يُبدعُ زمناً آخرَ.
يكتبُ نصاً آخرَ.
يكسرُ ذاكرةَ الصحراءْ.
يقتلُ لغةً مستهلكةً
منذُ الهمزةِ.. حتّى الياءْ..
يفتحُ ثقباً في القاموسِ،
ويعلنُ موتَ النحوِ.. وموتَ الصرفِ..
وموتَ قصائدنا العصماءْ..
يرمي حجراً.
يبدأ وجهُ فلسطينٍ
يتشكّلُ مثلَ قصيدةِ شعرْ..
يرمي الحجرَ الثاني
تطفو عكّا فوق الماءِ قصيدةَ شعرْ
يرمي الحجرَ الثالثَ
تطلعُ رامَ الله بنفسجةً من ليلِ القهرْ
يرمي الحجر العاشرَ
حتّى يظهرَ وجهُ اللهِ..
ويظهرُ نورُ الفجرْ..
يرمي حجرَ الثورةِ
حتّى يسقطَ آخر فاشستيّ
من فاشستِ العصرْ
يرمي..
يرمي..
يرمي..
حتّى يقلعَ نجمةَ داوودٍ
بيديهِ،
ويرميها في البحرْ..
تسألُ عنهُ الصحفُ الكبرى:
أيُّ نبيٍّ هذا القادمُ من كنعانْ؟
أيُّ صبيٍّ؟
هذا الخارجُ من رحمِ الأحزانْ؟ أيُّ نباتٍ أسطوريٍّ
هذا الطالعُ من بينِ الجُدرانْ؟
أيُّ نهورٍ من ياقوتٍ
فاضت من ورقِ القرآنْ؟
يسألُ عنهُ العرَّافونَ.
ويسألُ عته الصوفيّونَ.
ويسألُ عنه البوذيّونَ.
ويسألُ عنهُ ملوكُ الأنسِ،
ويسألُ عنهُ ملوكُ الجانْ.
من هوَ هذا الولدُ الطالعُ
مثلَ الخوخِ الأحمرِ..
من شجرِ النسيانْ؟
من هوَ هذا الولدُ الطافشُ
من صورِ الأجدادِ..
ومن كذبِ الأحفادِ..
ومن سروالِ بني قحطانْ؟
من هوَ هذا الولدُ الباحثُ
عن أزهارِ الحبِّ..
وعنْ شمسِ الإنسانْ؟
من هوَ هذا الولدُ المشتعلِ العينينْ..
كآلهةِ اليونانْ؟
يسألُ عنهُ المضطهدونَ..
ويسألُ عنهُ المقموعونَ.
ويسألُ عنه المنفيّونَ.
وتسألُ عنهُ عصافيرٌ خلفَ القضبانْ.
من هوَ هذا الآتي..
من أوجاعِ الشمعِ..
ومن كتبِ الرُّهبانْ؟
من هوَ هذا الولدُ
التبدأُ في عينيهِ..
بداياتُ الأكوانْ؟
من هوَ؟
هذا الولدُ الزّارعُ
قمحَ الثورةِ..
في كلِّ مكانْ؟
يكتبُ عنهُ القصصيّونَ،
ويروي قصّتهُ الرُّكبانْ.
من هوَ هذا الطفلُ الهاربُ من شللِ الأطفالِ،
ومن سوسِ الكلماتْ؟
من هوَ؟
هذا الطافشُ من مزبلةِ الصبرِ..
ومن لُغةِ الأمواتْ؟
تسألُ صحفُ العالمِ،
كيفَ صبيٌّ مثل الوردةِ..
يمحو العالمَ بالممحاةْ؟؟
تسألُ صحفٌ في أمريكا
كيف صبيٌّ غزّاويٌّ،
حيفاويٌّ،
عكَّاويٌّ،
نابلسيٌّ،
يقلبُ شاحنةَ التاريخِ،
ويكسرُ بللورَ التوراةْ؟؟؟
| |
|
| |
ملكة الاحزان ::: الـمـراقب الـعـام :::
عدد المساهمات : 934 العمر : 40 الاقامة : قلب حبيب قلبى المهنة : تأليف الشعر مزاجى النهاردة : نشاط العضو : ولد / بنت : الأوسمة : النقاط : 62315 تاريخ التسجيل : 16/10/2007
| موضوع: رد: أعمال الشاعر نزار قبانى وسيرته الذاتيه 2/27/2008, 04:43 | |
| قطرة الندي
لم اعد داريا الي اين اذهب
كل يوم احس انك اقرب
كل يوم يصير وجهك جزءا مني
ويصير العمر اخصب
وتصير الاشكال اجمل شكلا
وقد تسربت في مسامات جلدي مثلما قطرة الندي
اعتيادى علي غيابك صعب
واعتيادي علي حضورك اصعب
كم انا وكم احبك حتي ان نفسي من نفسها تتعجب
يسكن الشعر في حدائق عينيك
فلولا عيناك لا شعر يكتب
منذ احببتك الشموس استدارت
والسموات صرن انقي وارحب
منذ احببتك البحار جميعا اصبحت من مياه عينيك تشرب
اتمني لو كنت بؤبؤ عيني
اتراني طلبت ماليس يطلب
انت احلي خرافة في حياتي
والذي يتبع الخرافات يتعب
| |
|
| |
ملكة الاحزان ::: الـمـراقب الـعـام :::
عدد المساهمات : 934 العمر : 40 الاقامة : قلب حبيب قلبى المهنة : تأليف الشعر مزاجى النهاردة : نشاط العضو : ولد / بنت : الأوسمة : النقاط : 62315 تاريخ التسجيل : 16/10/2007
| موضوع: رد: أعمال الشاعر نزار قبانى وسيرته الذاتيه 2/27/2008, 04:43 | |
| أريد أن أعيــــــــش
ساعديني على الخروج حياً..
من متاهات الشفتين المكتنزتين.. والشعر الأسودْ
إنّ معركتي معكِ ليست متكافئهْ
فأنا لستُ سوى سمكةٍ صغيرهْ
تسبح في حوض من النحاس السائلْ
ساعديني على التقاط أنفاسي
فإنَّ نَبْضي لم يعد طبيعياً
ووقتي صار مرهوناً بمزاجيّة نهديْكِ
فإذا ناما نمتْ..
وإذا استيقظا استيقظتْ
ساعديني على التفريق بين بدايات أصابعي
ونهايات عمودك الفقريّ..
ساعديني على السفر من خريطة جسدكْ
فإنني أريدُ أن أعيشْ... | |
|
| |
ملكة الاحزان ::: الـمـراقب الـعـام :::
عدد المساهمات : 934 العمر : 40 الاقامة : قلب حبيب قلبى المهنة : تأليف الشعر مزاجى النهاردة : نشاط العضو : ولد / بنت : الأوسمة : النقاط : 62315 تاريخ التسجيل : 16/10/2007
| موضوع: رد: أعمال الشاعر نزار قبانى وسيرته الذاتيه 2/27/2008, 04:45 | |
| أشــــــــــــهد أن لا امرأة الا انت
أشهدُ أن لا امرأة ً
أتقنت اللعبة إلا أنت
واحتملت حماقتي
عشرة أعوام كما احتملت
واصطبرت على جنوني مثلما صبرت
وقلمت أظافري
ورتبت دفاتري
وأدخلتني روضة الأطفال
إلا أنتِ ..
2
أشهدُ أن لا امرأة ً
تشبهني كصورة زيتية
في الفكر والسلوك إلا أنت
والعقل والجنون إلا أنت
والملل السريع
والتعلق السريع
إلا أنتِ ..
أشهدُ أن لا امرأة ً
قد أخذت من اهتمامي
نصف ما أخذتِ
واستعمرتني مثلما فعلت
وحررتني مثلما فعلت
3
أشهدُ أن لا امرأة ً
تعاملت معي كطفل عمره شهران
إلا أنتِ ..
وقدمت لي لبن العصفور
والأزهار والألعاب
إلا أنتِ ..
أشهدُ أن لا امرأة ً
كانت معي كريمة كالبحر
راقية كالشعر
ودللتني مثلما فعلت
وأفسدتني مثلما فعلت
أشهد أن لا امرأة
قد جعلت طفولتي
تمتد للخمسين .. إلا أنت
4
أشهدُ أن لا امرأة ً
تقدرأن تقول إنها النساء .. إلا أنت
وإن في سُرَّتِها
مركز هذا الكون
أشهدُ أن لا امرأة ً
تتبعها الأشجار عندما تسير
إلا أنتِ ..
ويشرب الحمام من مياه جسمها الثلجي
إلا أنتِ ..
وتأكل الخراف من حشيش إبطها الصيفي
إلا أنت
أشهدُ أن لا امرأة ً
اختصرت بكلمتين قصة الأنوثة
وحرضت رجولتي عليَّ
إلا أنتِ ..
5
أشهدُ أن لا امرأة ً
توقف الزمان عند نهدها الأيمن
إلا أنتِ ..
وقامت الثورات من سفوح نهدها الأيسر
إلا أنتِ ..
أشهدُ أن لا امرأة ً
قد غيرت شرائع العالم إلا أنت
وغيرت
خريطة الحلال والحرام
إلا أنتِ ..
6
أشهدُ أن لا امرأة ً
تجتاحني في لحظات العشق كالزلزال
تحرقني .. تغرقني
تشعلني .. تطفئني
تكسرني نصفين كالهلال
أشهدُ أن لا امرأة ً
تحتل نفسي أطول احتلال
وأسعد احتلال
تزرعني
وردا دمشقيا
ونعناعا
وبرتقال
يا امرأة
اترك تحت شَعرها أسئلتي
ولم تجب يوما على سؤال
يا امرأة هي اللغات كلها
لكنها
تلمس بالذِهْنِ ولا تُقال
7
أيتها البحرية العينين
والشمعية اليدين
والرائعة الحضور
أيتها البيضاء كالفضة
والملساء كالبلور
أشهدُ أن لا امرأة ً
على محيط خصرها . .تجتمع العصور
وألف ألف كوكب يدور
أشهدُ أن لا امرأة ً .. غيرك يا حبيبتي
على ذراعيها تربى أول الذكور
وآخر الذكور
8
أيتها اللماحة الشفافة
العادلة الجميلة
أيتها الشهية البهية
الدائمة الطفوله
أشهدُ أن لا امرأة ً
تحررت من حكم أهل الكهف إلا أنت
وكسرت أصنامهم
وبددت أوهامهم
وأسقطت سلطة أهل الكهف إلا أنت
أشهد أن لا امرأة
استقبلت بصدرها خناجر القبيلة
واعتبرت حبي لها
خلاصة الفضيله
9
أشهدُ أن لا امرأة ً
جاءت تماما مثلما انتظرت
وجاء طول شعرها أطول مما شئت أو حلمت
وجاء شكل نهدها
مطابقا لكل ما خططت أو رسمت
أشهدُ أن لا امرأة ً
تخرج من سحب الدخان .. إن دخنت
تطير كالحمامة البيضاء في فكري .. إذا فكرت
يا امرأة ..كتبت عنها كتبا بحالها
لكنها برغم شعري كله
قد بقيت .. أجمل من جميع ما كتبت
10
أشهدُ أن لا امرأة ً
مارست الحب معي بمنتهى الحضاره
وأخرجتني من غبار العالم الثالث
إلا أنت
أشهدُ أن لا امرأة ً
قبلك حلت عقدي
وثقفت لي جسدي
وحاورته مثلما تحاور القيثاره
أشهدُ أن لا امرأة ً
إلا أنتِ ..
إلا أنتِ ..
إلا أنتِ .. | |
|
| |
ملكة الاحزان ::: الـمـراقب الـعـام :::
عدد المساهمات : 934 العمر : 40 الاقامة : قلب حبيب قلبى المهنة : تأليف الشعر مزاجى النهاردة : نشاط العضو : ولد / بنت : الأوسمة : النقاط : 62315 تاريخ التسجيل : 16/10/2007
| موضوع: رد: أعمال الشاعر نزار قبانى وسيرته الذاتيه 2/27/2008, 04:46 | |
| أشـــــــهرك في وجه البشــــاعة .. دفتر شعر
1
أُشْهِرُكِ في وجه العالم
سيفاً من الياسمين..
وأُعلنُ انتصاري..
أُشْهِرُكِ في وجه الكافرينَ،
كتاباً مقدّساً
وفي وجه الأميينَ، قصيدهْ..
وفي وجه البداوةِ، مملكةً من الرخَامْ..
أرمي جوازَ سفري في البحرْ..
وأُسمّيكِ وطني..
أرمي جميعَ معاجمي في النارْ
وأسمّيكِ لُغَتي..
وأغتالُ جميعَ ملوكِ الطوائفْ
وأُسمّيكِ مليكتي..
2
أُشهِرُكِ في وجه تَمُّوزَ
وعداً بالمَطَرْ
وفي وجه العَصَافيرِ..
وعداً بالشَجَرْ
وفي وجه النوارس..
وعداً باللون الأزرقْ
وأرافقُ الأطفالَ في رحلةٍ مدرسيةٍ
حولَ نهديكِ..
ليلعبوا بكُرات الثلج..
ويصطادوا البطَّ المائيّْ
ويُشاهدوا – على الطبيعة-
كُرويّةَ الأرضْ...
3
أُشْهِرُكِ في وجه الصحراء
نَخْلَهْ...
وفي وجه الجَفَاف، سُنْبُلَةَ قمح
وفي وجه الظلام،
شمعداناً من الذَهَبْ
وفي وجه الجائعينَ، رغيفَ خُبْزْ
وفي وجه المسْتَعْبَدِينْ
رايةَ حُرّيةْ..
أُشْهِرُكِ في وجه البشاعَةْ
حمامةً بيضاءْ
ونافورةَ ماءٍ.. وكتابَ شعرْ
4
أغنيَهْ..
وفي وجه النفط العربيّْ
قارورةَ عطرْ
وفي وجه الموت العربيّْ
بشارةَ ولادَهْ...
5
أعلنُ أمامَ أكَلَة لحوم النساءْ
فيرمونَ أضراسهُمْ في البحرْ
ويقلعونَ أظافرهُمُ
ويغسلونَ الدمَ عن ثيابهمْ
ويدخلون عصر النهضةْ...
ويقلعونَ أظافرهُمُ
ويغسلونَ الدمَ عن ثيابهمْ
ويدخلون عصر النهضةْ...
| |
|
| |
ملكة الاحزان ::: الـمـراقب الـعـام :::
عدد المساهمات : 934 العمر : 40 الاقامة : قلب حبيب قلبى المهنة : تأليف الشعر مزاجى النهاردة : نشاط العضو : ولد / بنت : الأوسمة : النقاط : 62315 تاريخ التسجيل : 16/10/2007
| موضوع: رد: أعمال الشاعر نزار قبانى وسيرته الذاتيه 2/27/2008, 04:46 | |
| أُكْتُبي لي
إليَّ اكْتُبِي ما شئتِ .. إني أُحِبُّهُ
وأتلوهُ شِعْراً .. ذلكَ الأدَبَ الحُلْوَا
نسائيةِ الرِعْشَات .. ناعمةِ النجوى
عليَّ اقْصُصي أنباءَ نَفْسِكِ .. وابعثي
لَتُفْرِحُني تلك الوريقاتُ حُبِّرَتْ
كما تُفْرِحُ الطفلَ الألاعيبُ والحلوى
تُسلَّمُ لي سرّاً .. فَتُلْهمُني السلوى
أحِنُّ إلى الخَطِّ المليسِ .. ورُقْعَةٍ
أُحِسُّكِ ما بينَ السطور ضحوكةً
تحدثني عيناكِ في رقّةٍ قُصوى
وصوتاً حريريَّ الصدى ، وادعاً ، حُلوا
رسائلُكِ الخضراءُ .. تحيا بمكتبي
زَرَعتِ جواريري شذاً وبراعماً
وأجريتِ في أخشابها الماءَ والسَرْوَا..
تدغدغُكِ الأحلامُ في ذلك المأوى
ومَرَّتْ على لين الوسادة صُورَتي
وما بكِ ترتابين؟ هل من غَضَاضةٍ
إذا كتبتْ أختُ الهوى للذي تَهْوَى؟
رسائِلُكِ النعماءُ في أضلعي تُطوى
فلستُ أنا مَنْ يَسْتَغِلُّ صبيَّةً
فما زالَ عندي – رغم كُلِّ سوابقي –
بقيّةُ أخلاقٍ .. وشيءٌ من التقوى
ومَرَّتْ على لين الوسادة صُورَتي
تخضّبها دمعاً .. وتُغْرِقُها شجوا
وما بكِ ترتابين؟ هل من غَضَاضةٍ
إذا كتبتْ أختُ الهوى للذي تَهْوَى؟
ثِقي بالشَذَا يجري بشَعْرِكِ أَنْهُرَاً
رسائِلُكِ النعماءُ في أضلعي تُطوى
فلستُ أنا مَنْ يَسْتَغِلُّ صبيَّةً
ليجعلَها في الناس أُقْصُوصةً تُروى
فما زالَ عندي – رغم كُلِّ سوابقي –
بقيّةُ أخلاقٍ .. وشيءٌ من التقوى
| |
|
| |
ملكة الاحزان ::: الـمـراقب الـعـام :::
عدد المساهمات : 934 العمر : 40 الاقامة : قلب حبيب قلبى المهنة : تأليف الشعر مزاجى النهاردة : نشاط العضو : ولد / بنت : الأوسمة : النقاط : 62315 تاريخ التسجيل : 16/10/2007
| موضوع: رد: أعمال الشاعر نزار قبانى وسيرته الذاتيه 2/27/2008, 04:47 | |
| البرتقالة
1
يُقشِّرُني الحبُّ كالبُرْتُقَالةِ..
يفتحُ في الليل صدري،
ويتركُ فيهِ:
نبيذاً، وقمحاً، وقنديلَ زيتْ
ولا أتذكَّرُ أنّي انْذَبَحتُ
ولا أتذكَّرتُ أني نَزَفْتُ
ولا أتذكّرُ أنّي رأيتْ..
2
يبعثرني الحبُّ مثلَ السحابةِ،
يُلغي مكانَ الولادةِ،
يُلغي سنينَ الدراسةِ،
ييُلغي الإقامةَ، يُلغي الدِيانةَ،
يُلغي الزواجَ، الطلاقَ ، الشهودَ ، المحاكمَ..
يسحبُ منِّي جوازَ السَفَرْ..
ويغسلُ كلَّ غُبار القبيلةِِ عنِّي
ويجعلني..
من رعايا القَمَرْ..
3
يُغيِّرُ حُبُّكِ طقسَ المدينةِ، ليلَ المدينةِ،
تغدو الشوارعُ عيداً من الضوء تحت رَذّاذ المَطَرْ
وتغدو الميادينُ أكثرَ سحرا
ويغدو حمامُ الكنائس يكتبُ شِعْرا
ويغدو الهوى في مقاهي الرصيف
أشدَّ حماساً، وأطولَ عمرا..
وتضحكُ أكشاكُ بيع الجرائدِ حين تراكِ..
تجيئينَ بالمعطفِ الشَتَويِّ إلى الموعد المنتظَرْ..
فهل صدفةٌ أن يكونَ زمانُكِ
مرتبطاً بزمانِ المَطَرْ؟..
4
يُعلِّمني الحبُّ ما لستُ أعلمُ،
يكشفُ لي الغيبَ، يجترحُ المعجزاتْ
ويفتَحُ بابي ويدخُلُ..
مثلَ دخول القصيدة،
مثلَ دخول الصلاةْ..
وينثرني كعبير المانوليا بكلِّ الجهاتْ
ويشرحُ لي كيف تجري الجداولُ،
كيف تموجُ السنابلُ،
كيف تُغنِّي البلابلُ والقُبَّراتْ
ويأخُذ مني الكلامَ القديمَ،
ويكتُبُني بجميع اللُّغَاتْ..
5
يقاسمني الحبُّ نصفَ سريري..
ونصفَ طعامي،
ونصفَ نبيذي،
ويسرق منِّي الموانئَ والبحرَ،
يسرقُ منِّي السفينَهْ
وينقُرُ كالديكِ وجهَ الشراشفِ،
يصرخُ فوق قباب المساجدِ..
يصرخُ فوقَ سطوح الكنائسِ..
يوقظُ كلَّ نساءِ المدينَهْْ..
6
يعلّمني الحبُّ كيف تكونُ القصائدُ مائيَّةَ اللونِ،
كيف تكون الكتابةُ بالياسمينْ..
وكيف تكون قراءةُ عينيكِ..
عَزْفاً جميلاً على المانْدُولينْ
ويأخذني من يدي.. ويُريني بلاداً
نهودُ جميلاتها من نحاسٍ..
وأجسادُهُنَّ مزارعُ بُنٍّ..
وأعيُنُهُنَّ غناءُ فلامنكو حزينْ
وحينَ أقولُ: تعبتُ
يمدُّ عباءتَهُ تحت رأسي
ويقرأ لي ما تيسَّرَ من سورةِ الصابرينْ
7
يفاجئني الحبُّ مثلَ النُبُوءة حين أنامْ
ويرسمُ فوق جبيني
هلالاً مضيئاً، وزوجَ حَمَامْ
يقولُ: تكلَّمْ!!
فتجري دموعي، ولا أستطيعُ الكلامْ
يقولُ: تألَّمْ!!
أُجيبُ: وهل ظلَّ في الصدر غيرُ العظامْ
يقولُ: تعلَّمْ!!
أجاوبُ: يا سيِّدي وشفيعي
أنا منذُ خمسينَ عاماً
أحاولُ تصريف فعل الغرامْ
ولكنني في دروسي جميعاً رسبتُ
فلا في الحروب ربحتُ..
ولا في السلامْ.. | |
|
| |
ملكة الاحزان ::: الـمـراقب الـعـام :::
عدد المساهمات : 934 العمر : 40 الاقامة : قلب حبيب قلبى المهنة : تأليف الشعر مزاجى النهاردة : نشاط العضو : ولد / بنت : الأوسمة : النقاط : 62315 تاريخ التسجيل : 16/10/2007
| موضوع: رد: أعمال الشاعر نزار قبانى وسيرته الذاتيه 2/27/2008, 04:48 | |
| قصيدة منشورَاتٌ فِدَائيّة على جُدْرَانِ إسْرائيل
-1-
لَنْ تجعلوا من شعبِنا
شعبَ هُنودٍ حُمرْ
فنحنُ باقونَ هُنا ..
في هذه الأرض التي تلبس في مِعْصَمها
إسوارةً من زهرْ
فهذه بلادُنا
فيها وُجِدنَا منذ فجر العمرْ
فيها لعِبنْا.. وعشِقْنا.. وكتبنَا الشِعرْ
مُشَرِّشُونَ نحنُ في خُلجانها
مثلَ حشيش البحرْ
مُشَرِّشُونَ نحنُ في تاريخها
في خُبزها المرقُوقِ.. في زيتونِها
في قمحها المُصْفَرّْ
مُشَرِّشُونَ نحنُ في وجدانِها
باقونَ في آذارها
باقونَ في نيَسْاَنِها
باقونَ كالحَفْر على صُلبانِها
وفي الوصايا العشْرْ ...
-2-
لا تسكرُوا بالنصرْ
إذا قتلتُمْ خالداً
فسوف يأتي عَمْرو
وإن سحقتُمْ وردةً
فسوفَ يبقى العطرْ
-3-
لأنَّ موسى قُطعتْ يداهْ
ولم يعُدْ يُتقنُ فنَّ السِحرْ
لأنَّ موسى كُسِرتْ عصاهْ
ولم يعُدْ بوسعه..
شَقَّ مياه البحرْ..
لأنَّكم .. لستُمْ كأمْريكا
ولسنا كالهنود الحُمرْ
فسوفَ تهلكونَ عن آخركم..
فوقَ صحاري مِصرْ..
-4-
المسجدُ الأقصى . شهيدٌ جديدْ
نُضيفهُ إلى الحساب العتيقْ
وليستِ النارُ ، وليسَ الحريقْ
سوى قناديلَ تُضيُْ الطريقْ ..
-5-
من قَصَبِ الغاباتْ..
نخرجُ كالجنِّ لكمْ ..
من قَصَبِ الغاباتْ
من رُزَم البريد.. من مقاعد الباصاتْ
من عُلَب الدخانِ ..
من صفائح البنزينِ..
من شواهد الأمواتْ
من الطباشيرِ .. من الألواحِ ..
من ضفائر البناتْ ..
من خَشَب الصُلْبان..
من أوعية البخُورِ ..
من أغطية الصلاةْ
من وَرَق المصحفِ ، نأتيكُمْ ..
من السُطُور والآياتْ
لن تُفْلتوا من يدنا ..
فنحنُ مبثوثونَ في الريحِ ..
وفي الماءِ ..
وفي النباتْ ..
ونحنُ معجونونَ ..
بالألوانِ والأصواتْ ..
لن تُفْلتوا ..
لن تُفْلتوا ..
فكلُّ بيتٍ فيه بندقيةٌ
من ضفَّةِ النيل إلى الفُراتْ
-6-
لنْ تستريحوا مَعَنا ..
كلُّ قتيلٍ عندنا ..
يموتُ آلافاً من المرَّاتْ ...
-7-
إنتبهوا ! ..
إنتبهوا ! ..
أعمدةُ النور لها أظافر
وللشبابيكِ عيونٌ عشرْ
والموتُ في انتظاركمْ
في كلِّ وجهٍ عابرٍ ..
أو لَفْتةٍ .. أو خصْرْ
الموتُ مخبوءٌ لكمْ
في مِشْط كلِّ امرأةٍ
وخُصْلةٍ من شَعرْ ...
-8-
يا آلَ إسرائيلَ .. لا يأخذْكُمُ الغرورْ
عقاربُ الساعات إنْ توقّفتْ
لا بُدَّ أن تدورْ
إنَّ اغتصابَ الأرض لا يخيفُنا
فالريشُ قد يسقُطُ عن أجنحة النسورْ
والعَطَشُ الطويلُ لا يخيفُنا
فالماءُ يبقى دائماً في باطن الصخورْ
هزمتُمُ الجيوشَ .. إلاّ أنَّكمْ
لم تهزموا الشعورْ ..
قطعتُمُ الأشجارَ من رؤوسها
وظلَّتِ الجذورْ ...
-9-
ننصحُكمْ أن تقرأوا ..
ما جاءَ في الزَبُورْ
ننصحُكمْ أن تحملوا توراتَكُمْ
وتتبعوا نبيَّكُمْ للطورْ
فما لكُمْ خبزٌ هُنا ..
ولا لكُمْ حضورْ ..
من باب كلِّ جامعٍ
من خلف كُلِّ منبرٍ مكسورْ
سيخرجُ الحَجَّاجُ ذاتَ ليلةٍ
ويخرجُ المنصورْ ...
إنتظرونا دائماً ..
في كُلِّ ما لا يُنْتَظَرْ
فنحنُ في كلِّ المطاراتِ ..
وفي كلِّ بطاقاتِ السَفَرْ
نطلع في روما ..
وفي زوريخَ ...
من تحت الحجَرْ
نطلعُ من خلف التماثيلِ ..
وأحواضِ الزَهَرْ
رجالُنا يأتونَ دونَ موعدٍ
في غَضَبِ الرعدِ .. وزخَّاتِ المطَرْ
يأتونَ في عباءة الرسُولِ ..
أو سيفِ عُمَرْ
نساؤنا
يرسمنَ أحزانَ فلسطينَ.. على دمع الشجَرْ
يقبرنَ أطفالَ فلسطينَ.. بوجدان البشَرْ
نساؤنا ..
يحملنَ أحجارَ فلسطينَ ..
إلى أرض القَمَرْ ....
-11-
لقد سرقتُمْ وطناً ..
فصفَّقَ العالمُ للمُغامَرَهْ..
صادرتمُ الألوفَ من بيوتنا
وبعتُمُ الألوفَ من أطفالنا
فصفَّق العالمُ للسماسرَهْ
سرقتُم الزيتَ من الكنائسِ..
سرقتُمُ المسيح من منزله في الناصرَهْ
فصفّق العالمُ للمغامَرَهْ ..
وتنصبُونَ مأتماً
إذا خَطَفنا طائرَهْ ...
-12-
تذكَّروا ..
تذكَّروا دائماً
بأنَّ أَمْريكا –على شأنِها-
ليستْ هي اللهَ العزيزَ القديرْ
وأنَّ أَمْريكا –على بأسها-
لن تمنعَ الطيورَ من أن تطيرْ
قد تقتُلُ الكبيرَ .. بارودةٌ
صغيرةٌ .. في يد طفلٍ صغيرْ ..
-13-
ما بيننا .. وبينكُمْ
لا ينتهي بعامْ ..
لا ينتهي بخمسةٍ .. أو عشْرةٍ
ولا بألفِ عامْ ..
طويلةٌ معاركُ التحرير.. كالصيامْ
ونحنُ باقونَ على صدروكمْ
كالنَقْش في الرخامْ ...
باقونَ في صوت المزاريبِ ..
وفي أجنحة الحَمامْ
باقونَ في ذاكرة الشمسِ ..
وفي دفاتر الأيَّامْ
باقون في شَيْطنة الأولاد.. في خَرْبشة الأقلامْ
باقونَ في الخرائط الملوَّنَهْ ..
باقونَ في شِعْر امريء القيس ..
وفي شِعْر ابي تمَّامْ ..
باقونَ في شفاه من نحبّهمْ
باقونَ في مخارجِ الكلامْ ..
-14-
مَوْعدُنا حين يجيء المغيبْ ..
مَوْعدُنا القادمُ في تل أبيبْ
"نَصْرٌ من اللهِ .. وَفَتْحٌ قريبْ".
-15-
ليس حُزَيرانُ سوى ..
يومٍ من الزمانْ
وأجملُ الوُرودِ ما
ينبتُ في حديقة الأحزانْ ....
-16-
للحزن أولادٌ سيكبُرُونْ
للوجَع الطويل أولادٌ سيكبُرُونْ
لمنْ قتلتمْ في حزيرانَ ..
صغارٌ سوفَ يَكبُرُونْ
للأرضِ ..
للحاراتِ ..
للأبواب.. أولادٌ سيكبُرُونْ
وهؤلاء كلُّهُمْ ..
تجمّعوا منذ ثلاثين سَنَهْ
في غُرف التحقيق ..
في مراكز البوليس.. في السجونْ
تجمّعوا كالدمع في العيونْ
وهؤلاء كلُّهمْ ..
في أيِّ . أيِّ لحظةٍ
من كلِّ أبواب فلسطينَ .. سيدخلونْ
-17-
وجاءَ في كتابه تعالى :
بأنَّكمْ من مِصْرَ تخرجونْ
وأنَّكمْ في تيهها ..
سوفَ تجوعونَ وتعطشونْ
وأنَّكمْ ستعبدونَ العِجْلَ.. دون ربِّكمْ
وأنَّكمْ بنعمة الله عليكمْ
سوف تكفرونْ ..
وفي المناشير التي يحملها رجالُنا
زدنَا على ما قاله تعالى
سطريْنِ آخرَيْنْ :
"ومن ذُرى الجولان تخرجونْ .."
"وضَفَّة الأردُنِّ تخرجونْ .."
"بقوّة السلاح تخرجونْ .."
-18-
سوفَ يموتُ الأعورُ الدجَّالْ ..
سوفَ يموتُ الأعورُ الدجَّالْ
ونحنُ باقونَ هنا ..
حدائقاً ..
وعطرَ برتقالْ ..
باقونَ فيما رسمَ اللهُ ..
على دفاتر الجبالْ
باقونَ في معاصر الزيتِ
وفي الأنوالْ ..
في المدِّ .. في الجَزْر ..
وفي الشروق والزوالْ
باقونَ في مراكب الصيْدِ
وفي الأصدافِ .. والرمالْ
باقونَ في قصائد الحبِّ ..
وفي قصائد النضالْ ..
باقونَ في الشعر .. وفي الأزجالْ
باقونَ في عطر المناديل ..
وفي (الدبْكة).. و (الموَّالْ)
في القَصَص الشعبيِّ .. في الأمثالْ ..
باقونَ في الكُوفيَّة البيضاءِ ..
والعقالْ ...
باقونَ في مُروءة الخيْل ..
وفي مُروءة الخيَّالْ ..
باقونَ في (المِْهباج) .. والبُنِّ
وفي تحيّة الرجال للرجالْ
باقونَ في معاطف الجنودِ ..
في الجراحِ .. في السُعالْ
باقونَ في سنابل القمح ..
وفي نسائم الشمالْ
باقونَ في الصليبْ ..
باقونَ في الهلالْ ..
في ثورة الطُلاَّبِ.. باقونَ
وفي معاول العُمَّالْ
باقونَ في خواتم الخطْبةِ
في أسِرَّة الأطفالْ ..
باقونَ في الدموعْ ..
باقونَ في الآمالْ ..
-19-
تِسعونَ مليوناً ..
من الأعراب ، خلفَ الأفْقِ غاضبونْ
يا ويلَكُمْ من ثأرهمْ..
يومَ من القُمْقُمِ يطلعونْ ....
-20-
لأنّ هارونَ الرشيدَ .. ماتَ من زمانْ
ولم يَعُدْ في القصرِ ..
غلمانٌ .. ولا خِصْيانْ ..
لأنَّنا نحنُ قتلناهُ ..
وأطعمناهُ للحيتانْ ...
لأنَّ هارونَ الرشيدَ ..
لم يَعُدْ "إنسانْ"
لأنَّهُ في تخته الوثير
لا يعرفُ ما القدسُ ، وما بيسانْ
فقد قطعنا رأسَهُ ..
أمسِ ، وعلّقناه في بيسانْ
لأنَّ هارونَ الرشيدَ .. أرنبٌ جبانْ
فقد جعلنا قصرهُ
قيادةَ الأركانْ ....
-21-
ظلَّ الفلسطينيُّ أعواماً على الأبوابْ
يشحذ خبزَ العدل من موائد الذئابْ
ويشتكي عذابَهُ للخالق التوَّابْ..
وعندما ..
أخرجَ من إسطبله حصانَهُ
وزيَّتَ البارودةَ الملقاةَ في السردابْ ..
أصبحَ في مقدوره
أن يبدأ الحسابْ ...
-22-
نحنُ الذينَ نرسُمُ الخريطَهْ ...
ونرسمُ السفوحَ والهضابْ
نحنُ الذين نبدأ المحاكمَهْ
ونفرضُ الثوابَ والعقابْ ..
-23-
العرَبُ الين كانوا عندكمْ
مصدِّري أحلامْ ..
تحوّلوا – بعد حزيرانَ – إلى
حقلٍ من الألغامْ
وانتقلتْ (هانوي) من مكانها
وانتقلتْ فيتنامْ ...
-24-
حدائقُ التاريخ.. دوماً تُزْهِرُ
ففي رُبى السودان قد ماجَ الشقيقُ الأحمَرُ
وفي صحاري ليبيا
أورقَ غصنٌ أخضَرُ
والعَرَبُ الذي قلتمْ عنهُمُ تحجَّروا
تغيّروا ..
تغيّروا ..
-25-
أنا الفلسطينيُّ ..
بعد رحلة الضيَاعِ والسرابْ
أطلعُ كالعشْب من الخرابْ
أضيء كالبرق على وجوهكمْ
أهطلُ كالسحابْ
أطلع كلَّ ليلةٍ
من فسْحة الدار.. ومن مقابض الأبوابْ
من ورق التوت.. ومن شجيرة اللبلابْ
من بِرْكة الماء.. ومن ثرثرة المزرابْ ..
أطلعُ من صوت أبي..
من وجه أمي الطيّب الجذَّابْ
أطلع من كلِّ العيون السود.. والأهدابْ
ومن شبابيك الحبيبات، ومن رسائل الأحبابْ
أطلعُ من رائحة الترابْ..
أفتحُ بابَ منزلي..
أدخله. من غير أن أنتظرَ الجوابْ
لأنَّني السؤالُ والجوابْ...
-26-
مُحاصَرونَ أنتُمُ .. بالحقد والكراهيهْ
فمِنْ هُنا.. جيشُ أبي عبيدةٍ
ومن هنا معاويَهْ ..
سلامُكُمْ ممزَّقٌ
وبيتكُمْ مطوَّقٌ
كبيت أيِّ زانيَهْ ..
-27-
نأتي بكُوفيَّاتنا البيضاء والسوداءْ
نرسُمُ فوق جلدكمْ ..
إشارةَ الفِداءْ
من رَحِم الأيَّام نأتي.. كانبثاق الماءْ
من خيمة الذلّ الذي يعلكها الهواءْ
من وَجَع الحسين نأتي
من أسى فاطمةَ الزهراءْ ..
من أُحُدٍ .. نأتي ومن بَدْرٍ
ومن أحزان كربلاءْ ..
نأتي .. لكي نصحِّحَ التاريخَ والأشياءْ
ونطمسَ الحروفَ ..
في الشوارع العبرِيَّة الأسماءْ
| |
|
| |
ملكة الاحزان ::: الـمـراقب الـعـام :::
عدد المساهمات : 934 العمر : 40 الاقامة : قلب حبيب قلبى المهنة : تأليف الشعر مزاجى النهاردة : نشاط العضو : ولد / بنت : الأوسمة : النقاط : 62315 تاريخ التسجيل : 16/10/2007
| موضوع: رد: أعمال الشاعر نزار قبانى وسيرته الذاتيه 2/27/2008, 04:49 | |
| خبز وحشيش وقمر
عندما يُولدُ في الشرقِ القَمرْ
فالسطوحُ البيضُ تغفو...
تحتَ أكداسِ الزَّهرْ
يتركُ الناسُ الحوانيتَ.. ويمضونَ زُمرْ
لملاقاةِ القمرْ..
يحملونَ الخبزَ، والحاكي، إلى رأسِ الجبالْ
ومعدَّاتِ الخدرْ..
ويبيعونَ، ويشرونَ.. خيالْ
وصُورْ..
ويموتونَ إذا عاشَ القمرْ
ما الذي يفعلهُ قرصُ ضياءْ
ببلادي..
ببلادِ الأنبياْ..
وبلادِ البسطاءْ..
ماضغي التبغِ، وتجَّارِ الخدرْ
ما الذي يفعلهُ فينا القمرْ؟
فنضيعُ الكبرياءْ
ونعيشُ لنستجدي السماءْ
ما الذي عندَ السماءْ
لكُسالى ضعفاءْ
يستحيلونَ إلى موتى..
إذا عاشَ القمرْ..
ويهزّونَ قبور الأولياءْ
علّها..
ترزقُهم رزّاً وأطفالاً..
قبورُ الأولياءْ..
ويمدّونَ السجاجيدَ الأنيقاتِ الطُررْ
يتسلّونَ بأفيونٍ..
نسمّيهِ قدرْ..
وقضاءْ..
في بلادي..
في بلادِ البسطاءْ..
أيُّ ضعفٍ وانحلالْ
يتولانا إذا الضوءُ تدفّقْ
فالسجاجيدُ، وآلاف السلالْ
وقداحُ الشاي.. والأطفال.. تحتلُّ التلالْ
في بلادي..
حيثُ يبكي الساذجونْ
ويعيشونَ على الضوءِ الذي لا يبصرونْ
في بلادي..
حيثُ يحيا الناسُ من دونِ عيونْ
حيثُ يبكي الساذجونْ
ويصلّونَ، ويزنونَ، ويحيونَ اتّكالْ
منذُ أن كانوا.. يعيشونَ اتّكالْ
وينادونَ الهلالْ:
" يا هلالْ..
أيها النبعُ الذي يمطرُ ماسْ
وحشيشاً.. ونُعاسْ
أيها الربُّ الرخاميُّ المعلّقْ
أيها الشيءُ الذي ليسَ يُصدَّقْ
دُمتَ للشرقِ.. لنا
عنقودَ ماسْ
للملايينِ التي قد عُطِّلت فيها الحواس "
في ليالي الشرقِ لمّا
يبلغُ البدرُ تمامهْ..
يتعرّى الشرقُ من كلِّ كرامهْ
ونضالِ..
فالملايينُ التي تركضُ من غيرِ نعالِ..
والتي تؤمنُ في أربعِ زوجاتٍ..
وفي يومِ القيامهْ..
الملايينُ التي لا تلتقي بالخبزِ.. إلا في الخيالِ
والتي تسكنُ في الليلِ بيوتاً من سعالِ..
أبداً.. ما عرفتْ شكلَ الدواءْ..
تتردّى..
جُثثاً تحتَ الضياءْ..
في بلادي..
حيثُ يبكي الساذجونْ
ويموتونَ بكاءْ
كلّما طالعهم وجهُ الهلالِ
ويزيدونَ بكاءْ
كلّما حرّكهم عودٌ ذليلٌ.. و"ليالي"..
ذلكَ الموتُ الذي ندعوهُ في الشرقِ..
"ليالي".. وغناءْ
في بلادي..
في بلادِ البُسطاءْ..
حيثُ نجترُّ التواشيحَ الطويلهْ..
ذلكَ السلُّ الذي يفتكُ بالشرقِ..
التواشيحُ الطويلهْ
شرقُنا المجترُّ.. تاريخاً.. وأحلاماً كسولهْ
وخُرافاتٍ خوالي..
شرقُنا، الباحثُ عن كلِّ بطولهْ
في (أبي زيدِ الهلالي)
| |
|
| |
Whi$per .
عدد المساهمات : 1212 العمر : 36 الاقامة : الاقامه فى بتنا على ايدك اليمين و انتا داخل من باب الشقه جمب المطبخ على طول المهنة : عاطل نشاط العضو : النقاط : 62642 تاريخ التسجيل : 12/09/2007
| موضوع: رد: أعمال الشاعر نزار قبانى وسيرته الذاتيه 2/27/2008, 22:38 | |
| مش عايز اقولك انها تحفه لا بجد اكتر من تحفه انا فضلت اقرأ لحد اخر واحده و لقيت اول حاجه حشيش اتخضيت هههههههههههههههههه بس لما كملت فهمت تسلم ايدك يا ملكه | |
|
| |
ملكة الاحزان ::: الـمـراقب الـعـام :::
عدد المساهمات : 934 العمر : 40 الاقامة : قلب حبيب قلبى المهنة : تأليف الشعر مزاجى النهاردة : نشاط العضو : ولد / بنت : الأوسمة : النقاط : 62315 تاريخ التسجيل : 16/10/2007
| موضوع: رد: أعمال الشاعر نزار قبانى وسيرته الذاتيه 2/28/2008, 05:18 | |
| يسلملى ردك ووجودك اخى الطيب ويسبر بجد بنتظر وجودك وردودك ربنا يخليك لينا كلنا ومانتحرمش منك أبدا يارب ولك خالص ودى ياغالى وتحيتى | |
|
| |
عاشق الليل ...
عدد المساهمات : 132 العمر : 36 الاقامة : محكمه كاظم الساهر المهنة : الرسم بالكلمات علم بلدك : مزاجى النهاردة : نشاط العضو : ولد / بنت : النقاط : 55668 تاريخ التسجيل : 25/08/2009
| موضوع: رد: أعمال الشاعر نزار قبانى وسيرته الذاتيه 2/3/2010, 15:02 | |
| ميرسى اوى على التوبيك الجامد دا ياملكه الاحزان نزار قبانى اروع شعر مبدع فى كل كلمه وكانت اخر قصيده كتبها هى قصيده الحب المستحيل واهداها الى كاظم الساهر شكرااااااااااااااااااااا تحياتى ادهوم عاشق الليل | |
|
| |
| أعمال الشاعر نزار قبانى وسيرته الذاتيه | |
|