الهولندي رونالد كومان
يستعد الهولندي رونالد كومان لإتمام تفاصيل عقده التدريبي المربح الذي يمتد لعامين ونصف العام مع نادي بلنسية الاسباني لكرة القدم خلال اليوم الخميس.
ويقدم النادي الاسباني المتعثر مدربه الهولندي الجديد لوسائل الاعلام غدا الجمعة.
ولكن بمجرد الوصول إلى عصر يوم غد الجمعة يبدأ العمل الشاق بالنسبة لكومان عندما يواجه مهمة تدريب فريق موهوب ولكن متقدم بالسن في النادي الاسباني العريق.
وكان بلنسية قد خسر 1/5 من ضيفه ريال مدريد امس الاربعاء ضمن منافسات الدوري الاسباني مما جعل الفريق يهبط للمركز الخامس بترتيب المسابقة المحلية. هذا بخلاف أن تلك الهزيمة الثقيلة حطمت ما كان متبقيا لدى بلنسية من معنويات.
ويحتل بلنسية المركز الاخير بترتيب المجموعة الثانية ببطولة دوري أبطال أوروبا برصيد ثلاث نقاط من ثلاث مباريات.
ولا شك من أن كومان سيكون عليه أن يعيد بلنسية إلى المستوى الذي سبق وأن بلغه النادي عام .2004
فقبل ثلاثة أعوام مر بلنسية بانجح عام في تاريخه عندما فاز بلقب مسابقة الدوري الاسباني ولقب كأس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم وكأس السوبر الاسبانية.
وبدا المستقبل مشرقا بالنسبة لبلنسية برغم انتقال مدربه رافاييل بنيتيز لتدريب نادي ليفربول الانجليزي.
ولكن منذ عام 2004 ومستوى بلنسية في هبوط مستمر. فقد أنفق خوان سولير رئيس بلنسية الجديد أموالا طائلة لتجديد دماء الفريق ولكن باستثناء المهاجم ديفيد فيا فقد أثبتت معظم صفقات سولير فشلها حتى الان.
وعين سولير أربعة مدربين مختلفين للفريق إلى جانب أربعة مديرين للكرة ولكن دون أن يتمكن بلنسية من إحراز لقب جديد واحد.
وأصبح الفريق الموجود حاليا ببلنسية عبارة عن مزيج من اللاعبين الاسبان المتقدمين في السن الذين ولت أيام مجدهم تماما مثل سانتياجو كانيزاريس وديفيد ألبيلدا وروبين باراخا وميجيل أنخيل أنجولو وفيرناندو موريانتس بالاضافة إلى عدد من الناشئين واللاعبين الاجانب غير القادرين على الاندماج مع الفريق.
وعادة ما يفشل اللاعبون الصاعدون في بلنسية الذين يتقدمهم الدوليان راؤول ألبيول وديفيد سيلفا في تقديم الاداء الذي يبرز إمكانياتهم الحقيقية مع الفريق.
أما اللاعبين الاجانب بالفريق وخاصة حارس المرمى الالماني تيمو هيلديبراند فدائما ما يبدون غير مرتاحين وغير واثقين من أنفسهم كما لو كانوا يتساءلون هل جاءوا إلى المكان الصحيح.
ومن اهم الاسباب وراء الشعور العام بعدم الارتياح بالنسبة للاعبين في بلنسية هو عدد الاصابات القياسي الذي شهده الفريق خلال الموسمين الماضيين حيث أجرى بلنسية للاعبيه ما لا يقل عن ثمانية عمليات لعلاج تمزق أربطة الركبة خلال تلك الفترة.
وبدل سولير الجهاز الطبي لبلنسية أكثر من مرة بعد تعرض النادي لانتقادات بعض ضحايا الاصابات بين صفوفه مثل لاعب الوسط البرازيلي إدو وباراخا والجناح فيسينتي رودريجيز.
في الوقت نفسه سيواجه كومان عقبة أخرى في بلنسية تتمثل في سلوك جماهير النادي باستاد "ميستايا".
فجماهير بلنسية شديدة الانتقاد لفريقها وسرعان ما تمطره بوابل الهتافات وصفارات الاستهجان عندما تبدأ الامور تسوء.
وسيكون على كومان الان أن يقود بلنسية لتقديم أداء يفوق ذلك الاداء الذي قدمه فريقه الهولندي آيندهوفن هذا الموسم ، ذلك الفريق صاحب الاداء الرجولي الذي قاده كومان منذ تموز/يوليو 2006 وحتى أمس الاربعاء.
ومن الواضح أن كومان لا يخشى التحدي. وهذا ما أثبته عندما تولى تدريب نادي بنفيكا البرتغالي العملاق خلال فترة خمول الفريق عام .2005
غبر أن كومان سيحتاج لهذه الشجاعة ، إلى جانب خبرته وذكائه ، لينعش من جديد فريق بلنسية الذي يتهاوى بسرعة كبيرة منذ عام .2004