قدمت جماهير فريقا الوداد و الرجاء البيضاوي أمسية كبيرة ذكرتنا بالأمسيات الجميلة لكرة القدم المغربية حين رسما أحلى اللوحات و أروع المشاهد و عزفا أمتع الألحان في المواجهة التي جمعت الغريمين التقليديين الوداد و الرجاء و كان الاحتفال أجملا حين كان مركب محمد الخامس مكانا للحدث بعد أن ظل و لشهور عديدة مقفلا تحت ذريعة لإصلاح.
جانب من جمهور الرجاء
جانب من جمهور الوداد
و اكتظ مركب محمد الخامس بقرابة 80 ألف متفرج ساعتان قبل بداية المباراة، لتنطلق مباراة أخرى بين جماهير الفريقين حين قدما وجها مميزا للجمهور المغربي الحضاري، و انطلق المباراة التي أجريت برسم الدور الربع النهائي لكأس العرش موسم 2006/2007 بحذر شديد للفريقين خوفا من تلقي هدف مبكر قد يبعثر أوراق أحد الفرقين و لاحت بعد ذلك بعض الفرص لعبد الرزاق سقيم لكن دون تلك الخطورة الكبيرة و غابت المحاولات الرجاوية في غياب تام لمهاجمه السنغالي ديا الذي ظل و لفترات كبيرة من الشوط الأول محاصرا و معزولا بين مدافعي الفريق الأحمر، لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي صفر لمثله.
و كان الشوط الثاني أكثر إثارة خصوصا في دقائقه العشر الأخيرة حين استطاع القناص بيضوضان تحويل عرضية جويعة في المرمى الرجاوية دون أن يترك أي حظ للحارس البورقادي في إبعاد الكرة لتنطلق احتفالات الجماهير الودادية، الهدف الذي جاء في الدقيقة 80 و عرف احتجاجات من لاعبي الرجاء بدعوى خطأ على احد المدافعين.
بعد ذلك اندفع فريق الرجاء البيضاوي نحو المرمى الودادية آملا في إدراك التعادل لكن خلال الدقائق الأخيرة و إثر هجوم مضاد صوب رضا دوليزال كرة من وسط الميدان نحو مرمى البورقادي الذي كان متقدما قليلا عن مرماه، الكرة التي ارتطمت بالعارضة لتجد بعد ذلك رأسية بيضوضان المتقدم بسرعة ليسكنها من جديد في مرمى الرجاء في الدقيقة الثانية من الوقت البدل الضائع ليعلن تأهل الوداد إلى الدور النصف النهائي و إقصاء فريق الرجاء الذي يبدو انه ما زال يعيش على مسلسل دوامة النتائج السلبية التي رافقته الموسم الماضي.
فوز الوداد جعله يصعد للدور النصف النهائي ليواجه فريق الجيش الملكي في قمة أخرى مرتقبة أما مباراة النصف الأخرى فتجمع بين الكوكب المراكشي و ظاهرة الكأس فريق الرشاد البرنوصي.