من منا لم يحلم باليوم الذي يشهد فيه تحرير المسجد الأقصى ويمني النفس بصلاة في موضع صلاة خاتم الأنبياء والمرسلين إماماً لأنبياء الله، فماذا فعلنا لتلك الأمنية ولذاك الحلم ، الأمل بأن يرزق الله الأمة قائداً كصلاح الدين يوحد الصف ويمضي بالناس إلى غاية التحرير،هذا كل ما فعلنا ... أمل وأمنية وحلم .. ونغفل عن أن النصر نملك أن نصنعه بأيدينا وليس سراً في عالم الغيب بنص كتاب الله " إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ".
إن طريق الجهاد ليس كما نتوهم بيد القادة وأن الباب يوم يفتح سوف ننطلق فيه أفواجاً وزرافات ندمر العدو ونستنقذ قدسنا .. إن باب الجهاد مع العدو مرهون بجهادنا لأنفسنا التي عميت فغفلت وتاهت .. إن خطوة في طريق استنقاذ النفس هي خطوة على طريق النصر .. وقد قالها أعداؤنا من قبل ؛ إن انتصارنا عليهم قريب إذا امتلأت ساحات المساجد برواد الفجر لا ينامون ولا يكسلون .. هو الحاجز إذن .. البعد في نفس كل منا هو سبب من أسباب البعد عن الوصول، إن مجاهدة النفس وفطمها عن أهوائها وشهواتها بداية تقصر المسافات إلى الأرض المباركة، ولتكن النية في تطهير النفس من أدرانها في كل ساعة وكل لحظة الأمل بالوصول والتكبير في ساحات المسجد الأقصى.
ولا يظنن أحد أن طريق النصر بعيد وأنها أمنيات، كلا فإن نفوس المؤمنين متى تطهرت وخلصت فإنها ستدفع بالقادة إلى العدول وسيخشى بأسها الأعداء، وستكون هدية الله لمن قادوا أنفسهم قائداً يجمع تلك النفوس الخالصة فيوجهها نحو تكبيرة الفداء والبذل ..
إن أمهات يربين أولادهن وفي قلوبهم النية وملء نفوسهم الهمة أن يكون أولادهن جيل العزة وتحرير المقدس لهن في طريق التحرير يسرن خطوات بعيدة ولهن أجر المجاهدات ..
ولنا أن نذكر عماد الدين زنكي وابنه نور الدين محمود وقد بذلا وجاهدا من أجل الهدف الكبير، تحرير المسجد الأقصر من رجس الصليبين،ابتدأا الطريق وخاضا بحراً من العوائق والملمات ولكن لم يؤذن لهما بشهود النصر وفرحة التكبير في ساحات المسجد المبارك، فهل حرما الثواب وهل اقتطف صلاح الدين وحده ثمرة جهادهما؟ لا والله، فهما قد بدأا وهو تسلم الراية من بعدهما ..فما علينا إلا أن نبدأ ونبذل ونتواصى ونسير سيراً نحو أمل الأمة كلها.
إن الأمة موعودة بالنصر وهاهي الرياح تحمل نسمات الأمل بقرب التحرير، فإن لم يكن بنا فسيكون بغيرنا فلنري الله من أنفسنا إرادة النصر والبذل وليقل أحدنا لنفسه؛ أنا على هذه الثغر ولن أترك موضعي لغيري فلست أحب الاستبدال أو أن أكون من المتخلفين المقعدين.
يجب أن تحركنا إرادة النصر وحين تتملكنا هذه الإرادة لا تعود تسقط النفس صغائروشوارد تصرفّها بعيداً، حين تكبر الإرادة تكون رغبة الوصول أقوى داع ولا يلتفت المتسارعون والمتسابقون إلى بعض أشواك تنغرس في الأقدام .. فهل نمضي إلى القدس بقلوب وثابة وعزم يصرفنا عن الصغائر؟
اخوكم
احمد حمدي
