مسحراتى 28 رمضان ( بيوت الله )

المساجد بيوت الله ومهبط رحمته وملتقي ملائكته والصالحين من عباده‏..‏ وبيوت الله ينبغي أن تكون موضع تقديس وإجلال وتعظيم‏..‏ولكن كثيرا من الناس لا يراعي حرمة لبيت الله‏ فيتعامل معها كأي مكان‏..‏ فترتفع الأصوات وتتعالي الصيحات وتحدث الخصومات‏.
وعن ذلك يقول الشيخ عماد مالك إمام وخطيب بالأوقاف‏:‏ لقد نزه الله عز وجل المساجد عن رفع الأصوات والصخب بها‏ فالمساجد بيوت الله في أرضه وعمارها زوارها وهؤلاء الذين يعمرون بيوت الله لهم سمات معينة فلهم سمة الوقار والخشوع في المسجد‏..‏ فالمساجد مأوي الأخيار ومصنع الرجال ومكان العلم والعبادة ومكان التربية والنصح والإرشاد ينبغي أن يكون تقديسها هو الأول في حياتنا ولا يستهتر المرء المسلم بهذه القيمة‏..‏ فإنها قيمة تعلمنا الإيمان والإجلال لبيت الله والتأدب مع الله‏..‏ وتعظيمها تعظيم للحق تبارك وتعالي‏.
‏ قال سبحانه وتعالي‏:(‏ ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوي القلوب‏)..‏ فالمؤمن الحق هو الذي يعظم شعائر ربه فلا يرتفع صوته في بيت الله لأي سبب كان‏.
ولقد نهي النبي عن مجرد رفع الصوت في المسجد بقراءة القرآن لما فيه من تشويش علي المصلين والذاكرين الله فقد روي أحمد بسند صحيح أن النبي صلي الله عليه وسلم خرج علي الناس وهم يصلون وقد علت أصواتهم بالقراءة فقال‏:‏ إن المصلي ينادي ربه ـ عز وجل ـ فلينظر بما يناجيه ولا يجهر بعضكم علي بعض بالقرآن‏..‏ فكيف بمن ترتفع أصواتهم بالصياح والسباب وبرنات الموبايلات‏.‏
ويضيف‏:‏ حينما يتجرأ المرء علي رفع الصوت في بيت الله فإنه حينئذ يتجرأ علي ربه‏..‏ ويعلو صوته في مكان يناجي الناس فيه ربهم والله عز وجل يقول‏:(‏ يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم‏)..‏ والمتجرئون علي بيوت الله هم قوم من أهل الفتن لا يتحدثون لله ولا من أجل الله وإنما يتخذون المساجد للحديث عن أهوائهم‏.
وقد روي ابن حبان في صحيحه عن ابن مسعود مرفوعا‏:(‏ سيكون في اخر الزمان قوم يكون حديثهم في مساجدهم ليس لله فيهم حاجة‏)..‏ كما أن رافع الصوت في بيت الله يحبط عمله ويضيع أجره لأن المستحضر لعظمة ربه لا يلهيه شيء عن ذكر الله فما بالنا إذا كان هو الذي يشغل الناس عن ذكر الله ويكون عونا للشيطان‏.‏
وأشار إلي أن الإسلام نهي عن البيع والشراء ونشدان الضالة قال صلي الله عليه وسلم‏:(‏ إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا لا أربح الله تجارتك وإذا رأيتم من ينشد فيه ضالة فقولوا لاردها الله عليك‏).‏

منورانى بمرورك يا بوسى