[center][center]انا وهو ...
قلت كيف تراني ؟
-زهرة يانعة رسمتها الطبيعة ...وخطتها باناملها السحرية ...
-وروحي ؟
-من الشمس حرارتها ...ومن السماء صفائها ....
-ونفسي ؟
-من النهار ضيائها ...ومن الليالي غموضها ....
-وعيناي ؟
-من اعماق البحر اسرارهما ...ومن الربيع لونهما الاخضر الفتان
-وشفتاي ؟
-من العسل طعمهما ...ومن الخمر نشوتهما ....
-وهل تحبني ؟
-اتساليني بعد كل هذا ؟
-نعم لاني احب اسمع منك احلى كلام الحب والغزل الذي لم يستطيع اي من الشعراء والعشاق ان يكتبوه في قصائدهم واشعارهم
في يوم هو ليس كباقي الايام شعرت فيه باحساس غريب تملكني ... ولم اشعر الا و الشمس
تودعني و تلوح لي بيديها مرسلة اشعتها التي زينتها الوان ابهى حلة من الوان قوس قزح .......
و بينما انظر الى اخر لحظات الغياب .. و انا واقفة على نافذتي سلب عقلي ما هو
اشبه بالسحر... وابداع خلقه الله تعالى وايما ابداع بل هو استثناء..
و بقيت انظر اليه و اراقبه الى ان تربع بكل اناقة وسط السماء ...
و زاد من جماله و كمال سحره انعكاسه الماسي على صفحات الماء.....
وقفت انظر اليه مذهولا و شعرت انه يراقبني بنظراته ... و بقيت هكذا الى ان دار بيننا حديث
تجاذبنا من خلاله اطراف الكلام و تبادلنا ما بيننا اراءنا فيما يخص ما يؤرقني من جدل حول
موضوع الحب ... فاخذت اساله و يجيبني و استمرت اسئلتي و مازالت اجوبته تنساب الى مسمعي
كنسيم الصباح ... لا بل هو نسيم المساء ... يجيني و مع كل سؤالا اساله ارى بريق عينيه
يزداد تالقا و كانه يخبرني المتابعة او كانه يقول :
هل من مزيد فازيد ؟؟؟!!!!
و ما ان انتهيت من اسئلتي انتابتني لحظات من الذهول و التي ادت بي الى ما يشبه البكم
فهل ما انا عليه حلم ام حقيقة ؟؟؟!!
و هل ما اسمعه صدى حلم ام صوت القمر ؟؟؟
و فجاة سمعت من يصرخ بصوت ساحر لؤلؤي الطابع و يلوح لي باشعة بيضاء ملائكية الاحساس
و يقول :
هل انتهيت من اسئلتك ايها الحبيبة ؟؟؟
فاجبته بتلقائية :
نعم انتهيت ....
فقال لي :
هل لي ان اسالك انا الان بعض الاسئلة ؟؟؟!!
فقلت له :
هات ما عندك و هل يطال احدا من البشر ...... ان يساله القمر ؟؟؟
فقال القمر :
هل تحبين ؟؟؟
فاجبته :
ومن منا لا يحب ؟؟؟..
فقال القمر :
هل من الممكن ان تعيشي بدون حب ؟؟؟
فاجبته :
و هل لقلبي ان يخفق بدون حب ؟؟!!
فقال القمر :
و كيف تحبين ؟؟؟
فاجبته بذهول :
لا املك لسؤالك جوابا او ربما اعجز عن ذلك فهل للحب كيفية ؟؟؟؟
فقال القمر :
اما انا فبلى اعرف كيف احب ...
فاصابني من الغيظ و الدهشة الكثير و تملكتني الحيرة فكيف يعرف القمر كيف يحب وانا لا ؟؟؟
فسالته انا :
و كيف تحب ايها القمر ؟؟؟
فقال القمر :
انا مخلوق يحب كل الناس و كل الناس يحبونني ... من كل جنس ومن كل لون ...
لا اكون عذولا بين حبيبين بل عادة ما اكون مصدرا لسعادتهم و شعاعا لحبهم حينما تلامس
نظراتي قلوبهم فارسم لهم من حبهم سحرا يتيهون به فيغرقون في بعضهم هياما و عشقا ....
فينوبني من حبهم جانب ... و من كلامهم شعرا كنت فيه مصدرا لالهام القائل و الكاتب ...
فاسمع منهم اعذب الكلام و احلى ابيات الشعر من الغزل و المديح فاموت فرحا حتى اكاد
من خجلي ان انكسف .. الا ان حيائي منهم وحبي لهم يجعلني ازداد نورا و تالقا ....
و ربما اكون الذكر الوحيد الذي اذا احبتني المراة لا يغضب منها الرجل...
و لا يكون عشقها لي مكروها لدى الرجال... او انه يسبب اللغط او الجدال...
بل على العكس يكون وجودي بينهم هو القاسم المشترك لغرامهم و النبع الذي لا ينبض للرومانسية
فبذلك اكون من يحبه الرجل و المراة بان واحد.... و اكون دوما على حبهم حافظا و شاهد...
يتمنون ان اكون الشيخ الجليل الذي يقوم بعقد قرانهم بحروف من نور وجهي لتراه كل المخوقات...
فيبدو زواجا لا قبله زواج و لا بعده زواج خاصة ان سطوره كتبت بنور القمر....
فسالته بغرابة :
و هل تستطيع ان تحب الكل و تعطيهم هذا العطاء ؟؟؟
فقال القمر :
و كيف لي الا احبهم و هم من ينتظرون ظهوري للصيام....و ينتظرون رؤيتي للافطار...
و يتحرون نور عيني ليحتفلوا بالعيد ... و يبحثون عني اذا ما غبت ... و يستبشرون برؤيتي
ايذانا ببدء موسم الحج فتجدهم يبحثون عني اكثر مما افعل انا فرحا بلقائهم ربهم وزيارة بيته ...
و يستمتعون بالنظر الي كما استمتع انا عندما اكتمل فاصبح بدرا ينير لياليهم فيتغنون بي...
ينتظرون رؤيتي يوميا ليبحثوا عن الراحة و الهدوء و من ثم النوم ... و و و الكثير الكثير...
فماذا اعدد و ماذا اذكر فهم يحبوني فلم بعد كل هذا لا احبهم ؟؟؟؟
و اهمس في اذنك فاقول :
*** الحب ان تعطي و لا تنتظر المقابل و ان فعلت كنت سيد المحبين ***
طأطأت رأسي و انحنيت امام هذا العشق الغريب العجيب و شعرت اني لست اعرف من العشق شيئا
بل اكاد اجهل حروفه مطلقا ... باستثناء ان قلبي يرقص طربا لرؤية من ادعي حبه .......
نعم لست الا مخلوقة صغيرة اكاد لا ارى امام عملاق الحب وعظمة العطاء من القمر الجميل
الذي علمني و بدءا من اليوم ان احب فاعطي من احبه عطاءا لا انتظر منه اي مقابل ابدا ...
و بينما انا افكر و اهجس اذا بالقمر يضع يده على راسي و يقول لي :
لا باس عليك فانت عاشقة و عشقك لا يقل عني شانا الا انني اكتشفت من انا فماعليك الا ان تغوصي
في اعماقك لتخرج كل مشاعرك المخباة فتظهرين حلاوة روحك على محياك و يزيد بريق عينيك...
و ما زال يمسح على راسي بيديه و يسامرني بكلامه العذب و بصوت اشبه بترانيم الهدهد الساحرة
حتى استسلمت لسنة النوم.... و شعرت به و هو يقبلني على جبيني قبلة القمر للعاشقة
فطبع على جبهتي احلى وسام ... وسام ... النور لونه ... و اطاره احلى الكلام ...
