كانت النسخة السابعة عشر من مونديال الشباب والتي احتضنتها ام الدنيا على موعد مع التاريخ في كل شئ فبعد جميع الارقام القياسية التي تحطمت في هذه النسخة جاء الدور على اسم البطل والذي كان افريقياً للمرة الأولى بعد أن ذهب لمن استحقه منذ البداية وهو المنتخب الغاني المبدع . الافارقة وصلوا في هذه البطولة الى كل المراكز فمنهم من حصد الثاني والثالث والرابع ولكن دائما كانت منصة التتويج عصية عليهم ولكن العام الافريقي للفيفا يبدو انه سيكون افريقيا في كل شئ وكانت البداية مع صغار النجوم السوداء الذين افتتحوا عام المونديالات الافريقية بلقب طال انتظاره في انتظار مونديال الناشئين في نيجيريا ثم الختام مع مونديال الكبار في جنوب افريقيا وما تسطيع كوت ديفوار وغانا ومصر باذن الله فعله هناك .
واذا انتقلنا للمباراة فنجد أن المباراة مرت بالعديد من نقاط التحول والتكتيكات الكبيرة والعزيمة والاصرار والدراما ايضا .
الشوط الأول جاء شوط مغلق بشكل كبير حيث سيطر البرايليين على الكرة في معظم ردهاته ولكن دون خطورة كبيرة بسبب القوة الدفاعية التي اظهرتها نجوم غانا بقيادة المدافع الصلب جوناثان منساه والحارس العملاق ونجم اللقاء الأول اجي .
الدقيقة 37 شهدت اول المنعطفات في اللقاء بعد ان قام الحكم البلجيكي الكبير ديفليكير باشهار الكارت الاحمر في وجه اللاعب الغاني ادو بعد تدخل عادي مع تيكسيرا في منتصف الملعب كان الانذار كافيا فيه الى حد كبير ولكن رأي الحكم اجبر الغانيين على لعب 83 دقيقة بعشرة لاعبين .
الشوط الثاني اكتسى باللون الاصفر وسيطر البرازيليين عليه بالطول والعرض وحاولوا كثيرا استغلال النقص العددي للغانيين واهدر لاعبوه العديد من الفرص الخطرة وكانت اخطرها رأسيتين من من المهاجم كارديك تصدى لهما اجي ببراعة وحاولت غانا خطف اللقاء في اللحظات الأخيرة بعد هجمة خطيرة بقيادة اندريه ايو ولكنها لم تنته بالشكل المطلوب ليضطر الفريقان للجوء للاوقات الاضافية لمعرفة مصيرهما .
فاجأ الغانيون البرازيل مع بداية الاشوط الاضافية بضغط مكثف من أجل خطف هدف الفوز ولم يشعر احدا بأن غانا تلعب بعشرة لاعبين منذ الشوط الأول ولكن على عكس سير اللعب كانت الهجمة الاخطر في المباراة بالكامل للبرازيل بعد هجمة سريعة قادها تكسيرا وحولها امام المرمى لمايكون الغير مراقب بالمرة ولكنه يضعها برعونة في يد الحارس اجي لتتواصل النتيجة السلبية لثلاثة اشواط .
الشوط الرابع كان شوطا تكتيكيا بصورة كبيرة بعد ان هدأ اللعب وركز كل فريق على عدم قبول هدف وارتضى الفريقين باللجوء لضربات الترجيح من أجل اللقب .
ضربات الترجيح لم تكن نهاية الاثارة ولكنها كانت بدايتها حيث شهدت ضربات الجزاء دراما كبيرة وتحولت فيها دفة اللقب اكثر من مرة قبل ان يستقر في القارة الافريقية .
بعد ضربتين ناجحتين من غانا والبرازيل جاء اول اخفاق غاني في الضربة الثالثة متى فشل اللاعب منساه احد نجوم المباراة في وضع الكرة ليتضدى لها الحارس البرازيلي بسهولة ولكن البرازيليين لم يكونوا اقل كرما من الغانيين واهدر مباشرة سوزا كرة برازيلية أخرى .
الضربة الرابعة كانت تعني تفريط عانا في اول لقب افريقي بعد اهدار اديايي للكرة بطرقة غريبة لنصل بعدها للضربة الاخيرة للبرازيليين والتي كانت كافية في وضعهم على منصة التتويج ولكن المهاجم مايكون صاحب الفضل في الانتصار على المانيا ووجود البرازيل في النهائي وضع الكرة فوق العارضة بامتار كثيرة لتعود البطولة للملعب من جديد ويتنفس كل الافارقة الصعداء على الأمل العائد من بعيد وهو ما تحقق بالفعل بعد ان اهدر تيكسيرا ركلة الحسم ليعطي بادو اول لقب مونديال شباب للقارة الافريقية في الاحضان المصرية لترد مصر الجميل لغانان التي كانت شاهدة على اهم بطولة افريقية حصدها الفراعنة العام الماضية وتشهدبعدها القاهرة اعظم انجاز كروي افريقي في مسابقات الفيفاحتى الآن .
لم تشهد الجوائز الكثير من المفاجآت حيث حصلت البرازيل على كاس اللعب النظيف وحصل النجم ادياه على لقب الهداف بـ8 اهداف ولفضل لاعب في البطولة ايضا وتلاه تيكسيرا في المركز الثاني وجويليانو من البرازيل ايضا في المركز الثالث بينما حصل الحارس الكوستاريكي العملاق الفرادو على لقب افضل حارس ليسدل الستار بعدها على افضل مونديال شباب اقيم حتى الآن وتفتح صفحة مونديال الناشئين في الادغال الافريقية في نيجيريا