جاء رمضان,,وكعادتي منذ أكثر من أربعة أعوام,,لا أتابع التليفزيون في رمضان لأوفر وقتي لما هو أفيد و أهم..
ودائما ما يقع عليه الحظ أن أراه هو ما يأتي وقت الإفطار تحديدا ,فأشاهده وأنا أتناول الطعام.
هذا العام حرمتنا الظروف من مسلسلي المفضل(بكار)..
وشاءت الظروف أن أشاهد مسلسل (قضية رأي عام) ليسرا....
المسلسل كله يدور حول قضيه رأي عام وهي قضية إغتصاب ثلاث سيدات(يسرا وهي متزوجه,وإمرأه أخري حامل,وفتاه كانت مخطوبه وتستعد لزواجها من إبن عمها). وتم الإغتصاب من قبل ثلاث شباب في فيلا أحدهم علي طريق صحراوي منعزل.وكانت الفيلا ملك لوزير ذو قوه و نفوذ كبيرين,وصديق له من عائله وسطي يعيش مع أخته وجدته, أما والده ووالدته فيعملان بالخارج لضمان مستقبل لأبنائهم,,والثالث هو ميكانيكي بسيط تعرف عليه الأول و الثاني من الجناه لأنه كان يقوم بتصليح العربه لهم وهو متزوج من إمرأه قبيحه تكبره بسنوات عده لمجرد المال و ضمان العمل ...
ثلاث حالات من مجتمعنا بالفعل.
ذكاء من الكاتب أن يعجل بعرض المحور الرئيسي للمسلسل وهو مشهد الإغتصاب الذي أراه بالفعل كان مشهد قوي,ولفت أنظار الناس لمتابعة المسلسل الذي يعرض مشهد إغتصاب جماعي كامل ...
ييدرو المسلسل منذ الحلقه الثانيه حول ردود أفعال متباينه للثلاث فتيات داخل بيوتهم وردود أفعال الأهالي و المحيطين بهم و في عملهم وأولادهم و أزواجهم ..بجانب دور الشرطه التي تحقق في القضيه بعد أن أبلغت إحدي السيدات وهي (يسرا)عن الجريمه التي أرتكبت في حقها...
ما أبغي طرحه الأن....
صور السلسل ردود فعل سلبيه لأقصي درجه من كل فئات المجتمع تجاه ضحية الإغتصاب!!
تنكر تام و إشمئزاز و نفور و سخريه ونظره يملئها الشك و الإهانه وكل ما يمكن أن يقال..
المتزوجه يطلقها زوجها.
الدكتوره في عيادتها يهرب منها المرضي و يهجروا عيادتها.وفي الكليه التي هي بها أستاذه ورئيسة قسم يتكلمون عليها بمنتهي الصفاقه و يقدمون الشكاوي والمذكرات الكيديه بل و يحاول أن يتحرش بها دكتور زميل لها لمجرد أن سمع عنها ما حدث.
المخطوبه يعاملها أهلها وكأنها فتاة ليل فرطت في شرفها وحق أهلها و حق نفسها بإرادتها ويقرروا سفرها عند خالتها بعيدا و تختبأ وهي خارجه من منزلها و كأنها هي حقا الجانيه و ليست المجني عليها و تقرر هي أن تفسخ خطوبتها بخطيبها حفاظا عليه من أن يجبر أن يتزوج بها بعد ما حدث لها وتقرر هي أن تسبق بقرار الإنفصال حتي لا تضعه في موقف صعب,, و يرتضي الخطيب حتي بعد أن يعلم ما حدث لها و أصبح رغم الحب الكبير لها ,متشكك و متردد من الدور الذي يجب أن يتخذه و ماذا يقرر في علاقته بها..
أولاد الضحيه(يسرا)وأختها ,,الكل رافض لقيامها بالبلاغ لأنها فضيحه..!!!
وأنه يجب الستر و الكتمان بمبدأ أنه يكفي ما حدث من فضائح ,,
سؤالي هنا..
هل لو تعرض أيا منا لهذا الموقف و هو موقف أصبح التعرض له وارد بكل المقايسس في زمننا هذا..
هل لو تعرضنا له وكنا نحن الأب أو الأم,,الخطيب أو الزوج,,الأخ أو الأخت,,الإبن أو الإبنه,الزميل أو الزميله,,ماذا كانت ستكون ردود أفعالنا تجاه الضحيه؟؟
ولو كانت إحدانا الضحيه,هل كنت ستصمتين عما حدث خوفا من الفضيحه و تكملين حياتك دون زواج أو تقررين القيام بعمليه لمداواة ما حدث وينتهي الوضع عند ذلك؟ويكون جزاء الجناه متروك يوم الحساب فقط؟؟
ماذا سيكون القرار ورد الفعل و التصرف و النظره؟؟
[b]