أجـبـن الـشـجــعــــان ............

بقامه منتصبه ، وانف شامخ فيالسماء ، بكل فخر واعتزاز ، سرت مختالا بما فعلت ، فما حدث لم ولن يتكرر .
قد تأتيك الشجاعه فتصارع قويا من الاقوياء ، قد تمتلك القوه فتهزم جبارا من الجبابره ، ولكن ان تصارع اسدا ضاريا وتهزمه من دون ان تصاب بأذي ، فهذا ما يكون معجزا ً .
امر خيالي ، لا يقدر عليه أحد ، ولا يأتي به الا من يتمتع بميزات خاصة ;قوه مفرطه ، شجاعه منقطعه النظير ، طول فاره ، جسد متناسق ، مع بروز ملفت للعضلات، وغيرها الكثير .
تلك الصفات لم تجتمع في شخص واحد منذ زمن بعيد ،إلا انها وبدون مبالغات تبدو جليه في شخص يسير الان وسط حشد من الناس يملأهم الاعجاب والاندهاش لما فعل .
بطل اسطوري جديد ، يحمل فوق كتفيه ليثا ً، ضخم الجثه ، منهك القوي ، مكبل بالقيود ، انتهي لتوه من معركه حاميه الوطيس ، خرج منها خاسرا من كل النواحي ، جالبا الخزي والعار لبني جنسه وفصيلته ، وسيصبح عبره لكل من يحاول العبث بمنطقه يتواجد بها ذاك البطل .
ضرغاما ًغرته قوته ، فحاولان يبسط سيطرته بمملكه غيره وانطلق باثا للرعب بين اهالي القريه بعد ان فرهاربا من سياره حديقه الحيوان اثناء مرورها بجانب بلدتنا متوجهه الي المدينه .
لبث ثلاثه ايام باعثا الفزع والهلع في نفوس الاهالي ، ليس هذا وحسب ، وانما كان سببا لاحزان ومآساي سبع عائلات كان قد إلتهم ذويهم مده مكوثه بيننا .
إلي ان علمت بالامر ، فأنطلقت مسرعا اليه ، فصارعته وصرعته ، مخلصا عائلتي الكبيره من ذاك الخطر الداهم الذي لم يجد له رادع .
امر مبهج ، يدعو الي العزه ، جعلني اتبخطر منتشيا ، تملأني السعاده ، اكاد ان احلق مرفرفا في السماء من فرطها .
وبينما انا كذلك ، حدث مالم يكن في الحسبان ، اذ مرت هره علي حين غفلة من بين قدماي ، علي ما يبدو انها فرت مذعوره من تلك الجموع ، وحاولت الهرب من بينهم الي ان وصلت إليَّ ، فتابعتْ سبيلها للفرار والذي كان - لسوء حظي -بين اقدامي ، ما جعلني لا اتمالك نفسي ، فاختل اتزاني لثقل ما احمل فوق عاتقي .
محاولات مستميته لألا اسقط ، واصوات تهمهم متسائله ومتعجبه :
" ايه دا ؟ ايه دا؟ هوبيخاف من القطط ؟؟ هو فيه شجاع بيخاف؟؟"
بدأت اترنح بينهم واصبحت علي وشك السقوط ، ولبعض لحظات بقي كل منا علي حاله ، انا اقاوم وهم في دهشتهم وانتفاداتهم
" دا جبان ، وتلاقيه ما اصطادش الاسد ولا حاجه ، دا ان كان دا اسد اصلا ، تلاقيه بيضحك علينا ..."
وبعد محاولات ومحاولات ، حدث ما كنت اخشاه ، وسقطتُ علي وجهي ومن فوقي صيدي الثمين - السمين - وانطلقت ضحكات البعض وصيحات استهجان البعض الاخر
" قوم يا جبان ياللي بتخاف من القطط ، يا جبااان ، قوووم ، قوووم ، يا جبااان ، قووووووووووم " .
بظهر منحني ، وانف ملتصق بالارض ، وجدت نفسي ملقي علي الارض بجوار سريري ، وفوقي غطائي الثقيل ، وصوت امي يأتي من الخارج :
" ياللا يا كسلان قوم ، الوقت اتاخر ، ياللا قوووووم " .
الان اتضحت الصوره واكتملت الخيوط بانضمام امي - المحور الرئيس لحياتي - الي احداثي اليوميه بعد ظهور العنصرالتالي لها تأثيراً ; الجبن .
صفه ما اسوأها ، إلتصقت بي منذ طفولتي ، وعندي يقين أنها ولدت معي ، وأحيانا أبالغ واعتقد انها خلقت من اجلي، افسدت تقريبا ما مضي من عمري ، كانت فيه ركيزه اساسيه تبلورت حولها شخصيتي الخاويه ، سمه من سماتي الشخصيه ، جعلتني اخشي كل شئ ، حتي ظلي ، ان رأيته فجأه ، فلا اتمالك نفسي من الفزع ، إلي أن ادرك انه مجرد انعكاس لنفس بائسه تسكن بداخل جسد حجب اشعه الشمس عن جزء من الارض فأظلمت تلك البقعه معبره عنه في صوره ظل .
وما بين مقاومه تلك السعاده التي ملأتني مع بدايه الحلم واللذه التي شعرت بها وانا بداخله ، وتناسي افساد كل هذا لمجرد ظهور محور حياتي الثاني ، حاولت الاستفاقه وازاحه استار النوم من فوق عيناي ، بدأ يومي كالمعتاد ، بدون أي تغيير ، وبلا أي محاوله مني لذلك ، فأنا ممن يخشون التغيير ، مادام الوضع الحالي لا يجلب المشكلات ولا يسبب اي متاعب ، فلمَ التغيير اذن ، حتي مع وجود احتمال انه قد يكون للافضل ، فالاحتمال قائم أيضاً ان يكون للاسوأ ، فلمَ المجازفه والدخول في تجربه أنا في غني عنها ، فالرضا والقنوع بالوضع الحالي مادام جيداً افضل من ان احاول ، بدافع وجود احتمال ان يكون الوضع الجديد ممتاز ، فلأبقي كما أنا ، وليبقي كما هو ، وليستمر الحال علي ما هو عليه لحين إشعار أخر .
هكذا كون الجبن معتقداتي ومبادئي ، ورسم تفاصيل حياتي اليوميه علي هذا المنوال ، فافسد حياتي بما جعلني مؤمن به ، وكانت قرارتي - القليله جدا – تـُتـَخذ علي نحو ما ترسخ في ذهني ، مستندةً في المقام الاول عليه ، ولكن - ولحسن حظي - ان هناك من يفسد عليه ذلك ، ويسعي جاهدا ودائما - ولو من دون قصد احيانا - لتدمير ما يرمي اليه الجبن ، وهو العنصرالاكثر تأثيرا ، أو الاكثر محاولةً ليكون مؤثرا في حياتي ; أمي .

ظهرت مره اخري في نهايه يومي الممل كعادته ، كما ظهرت في نهايه حلمي الجميل الذي حوله الجبن الي كابوس ، فانهته بإيقاظي من النوم .

كان تدخلها لافساد الكابوس ممتازا وفي الوقت المناسب تماما وأيضاً موافقا لهوايَّ ، اما تدخلها الان فهو سيئٌ بكل المقاييس ، ومخالفا لكل ما أشتهي ، فطلبها مني النزول في مثل هذا الوقت المتأخر امر لم ولن يخطر لي علي بال ، فترك النهار بنوره وأُنسِهِ وأمنه ، واختيار الليل بظلمته ووحشته ورعبه - لامثالي -احيانا، من المستبعدات التي لا اتطرق حتي للتفكير فيها .
رغم كل هذا ، رضختُ للامر بكل طاعه وخضوع- خارجيا - وبكامل الحنق والغضب - داخليا - ، ولكن ، ما باليد حيله ، فللضرورة أحكام ، وما عليَّ إلا السمع و الطاعة .
قررت قضاء الامر في اسرع وقت ممكن ، ولكني وجدت لسوء حظى ان من حولنا من المحال قد اُغلقت - لتأخر الوقت - ، ومع التنبيه الشديد بعدم العوده الا بما طـُلب مني ، سرت باحثا ، ومبتعداً شيئا فشيئا عن البيت ، الي ان وصلت اخيرا الي احدهم كان علي وشك الاغلاق .
بعد رجاءات عديده ليعيد الفتح ، استجاب الرجل بقليل من الغضب ، ذلك لكونها المره الثانيه التي يعيد فيها الفتح بعدما يكاد يغلق ، وبعدما احضر ما طلبت ، قررت العوده بأقصي سرعه ، وذلك لاني علي مسافه تبعدعن البيت عشر دقائق سيرا علي الاقدام .
مسافه كهذه في وقت كهذا مغامرة متهورة بكل المقاييس ، مجازفه غير مأمونة العواقب ، كرحلة بسفينة نصفها محطم في بحر الظلمات ، والموت يحيط بك من كل جانب ، وقبل الموت هناك العذاب لفترات طويله ، وتلك هي المشكله .
وقت كهذا لا يخلو من بعض الحيوانات الضاله التي لا تجد لها مأوي الا شوارع مظلمه كالتي تفصل بيني وبين بيتي، ايضا لا تجد لها طعاما الا اجزاء من ابدان تعساء مثلي قرروا النزول في مثل هذه الاوقات وعبور مثل تلك الشوارع والتي تبدو من شده صمتها وفرط سكونها وكأنها غير مأهوله بالسكان ،ايضا لا يخلو الامر من بعض اللصوص الذين لا يجدون مصدرا للرزق الا ممن هم في مثل موقفي ، ولا يجدون متعتهم الا في تشويه وجه او تمزيق جسد من يحاول الاعتراض علي محاولهتم سرقته .
شرعتُ في تنفيذ ما اعتزمت ان افعل ، سالكا اقصر الطرق للعوده ، والتي قد تبدو بكماء لشده صمتها او العنصرالاكثر فعاليه لاصابه عابريها بالعمي لشدة ظلماءها .
وعند احد المنحنيات ، شعرت باحدهم يتسلل خلفي ، تابعاً لي في كل خطوة ، ان سلكت طريقا سلكه ورائي ، ان توقفت يقف ، ان اسرعت يسرع ، ان ابطأت يبطئ ، هو يريدني اذاً ، يا للسماء ، لماذا أنا ، لم اختارني القدر لاكون اسما في سجل ضحاياه ، لماذا تتضمن صفحات حياتي حادثا كهذا والذي من الممكن ان يحمل لقبا جديدا لم يحمله أي حادث من قبل ; الحادث الختامي .
السبب في انهاء حياه متطابقه اللحظات ، الاختلافات بين تفاصيلها قليله جدا ، حقا قد تبدو ممله ، ولكنها مرت بسلام ، والان لن تنتهي - كما مضت – بسلام ، والسبب دخول هذا الوافد المجهول الي صفحات تلك الحياه .
لا ادري ماذا افعل ، هل افرعاديا كالمختلين عقليا ، هل اصرخ عاليا كالمستضعفات من النساء ، هل ألتفت اليه مستسمحا وراجيا ألا يصيبني بأذي واتضرع باكياً كالاطفال ، لا ادري ماذا افعل ،الحيره تزداد وقربه مني ايضا يزداد ، وقع اقدامه وكأنه ضربات بمطرقه فولاذيه بجواراذني ، اشعر بدفء انفاسه في مؤخره رأسي ، تـُري ماذا سيفعل بي ، هل سيستولي علي مااحمل من اموال ، هل سيمزقني ان حاولت الاعتراض - او حتي ان لم احاول- ، هل سينهي حياتي لمجرد الاستمتاع بالقتل ام سيجعلني احيا المتبقي من عمري برفقه احدي العاهات المستديمه او العلامات المميزة والمخزيه في وجهي ، تساؤلات كثيره وافكار اكثر دارت بعقلي في لحظه ، حلول كثيره عليَّ اختيار احدها لانهي هذا العذاب الذي وضعت نفسي فيه من شده حيرتي متوقعا ما قد يحدث ، وهذا التوقع هو ما يزيدني رعبا .
اخيرا اختار عقلي ،الالتفات واعطائه مايريد عن طيب نفس والعوده باسرع ما يمكن قبل ان يقسو قلبه ويقررالخلاص من الشاهد الوحيد وضحيته في نفس الوقت .
ابطأت من خطواتي ثم اسرعت قليلا ففعل مثلما فعلت ، استدرت فجأه ، فإذا بي اجد من لم اتوقع ، ومن جعلني لااصدق عيناي من المفاجأه .



______________________



To Be Continue


sooooon

الجزء الثاني
---------

من ايناتت ؟؟ والي اين هي ذاهبه ؟؟ ولـِمَ في هذا التوقيت؟؟ ، العديد والعديد من الاسئلهومعها الكثير من الافكار التي قفزت الي رأسي ولم يمنعها من الخروج الا الفزع الذيبدا عليها لحظه استدارتي المفاجِأة .
هي ،جارتي ، تسكن في المنزل المقابل لمنزلي ، تصغرني قليلا ، كما ًوكيفا ً، اقصد حجماًوعمرا ً، فرأسها يكاد يكون في نفس مستوي كتفي ، وفارق العمر بيننا يصل تقريباً اليالثلاث سنوات ، علي قدر من الحُسن ، ان لم تكن الأكثر حسناً فيمن رأت عينيمن بنات حواء ، و بالاضافه لذلك هي صاحبة الفضل لان يطرق الحب باب قلبي لاول مره .
قديكون الحب الوهمي الذي يُولد بين ابناء الجيران ، الانجذاب الطبيعي للجنس الاخرعند رؤيته للمرة الأولي، بالرغم من احتماليه ان يكون اللقاء قد تكرر قبل ذلك آلافالمرات ، نظراً لكونهما تربيا سويا ، ولكن القصد من المرة الاولي تلك المرة التيينتابه فيها الإحساس بأنه يري انثي ، والتي ينتابها فيها الاحساس انها تري ذكر ،عندما يشعر بتجسد كل معاني الانوثه في فتاه كانت لوقت قريب كأخت ، وعندما تشعرباجتماع كل معاني الرجوله في شاب كان لوقت قريب كأخ ، اصدقاء طفوله ، جمع بينهمااللهو واللعب صغارا ، وقد يكون للحب دورا ًفيجمع بينهما كبارا .
غالباما تنقلب صداقه ابناء الجيران الي حب ، ولكن كثيرا ما تعود العلاقه مره اخري اليوضع الصداقه ، ذلك عندما يدرك كلاهما حقيقه تلك الاحاسيس ، وانها مشاعر ارتباط ماوُلدت بينهما الا لتلازمهما منذ الصغر ، ولا يمكن لها ان تتحول الي ما يؤدي اليزواج .
حتيوان كان كذلك ، فقد اختارها عقلي لتكون شريكه احلامي التي أكن فيها بطلا مغوارا لااخشي علي وجه الأرض شيئا وأسعي دائما لتخليصها مما يلحق بها من اذي.
لااعلم سببا لهذا الاختيار ، قد يكون لانها الاولي في حياتي ، قد يكون لانها ليستالاولي وفقط وانما ايضا الوحيده ، قد يكون لانه لم يجد في الواقع حولي مناسب لهذاالدور غيرها ، ولم يستطع ان يتخيل فتاه اخري لتلعب ذاك الدور في تلك الاحلام ، أوقد يكون احساساً بالشفقة ،شفقة عليها مما تحمل فوق عاتقها من مسئولية ، فالاهتمامبطفل رضيع ليس بالامر الهين ، نظراً لإعتبارها من أصغر مَنْ يحملن لقب أم ، أُماًبالتربيه وليس بالانجاب ، فهي المعنيه برعايه اخيها الاصغر صاحب الاحد عشر شهرا ً، وذلك بعد وفاه والدتهما مما يقرب من ثلاثه اشهر ، شفقه علي حالها ، واحساساًبثقل ما تتحمل من مسئوليه وهي مازلت في تلك السن الغصيره ، او قد يكون لاني حقامغرمٌ بها ، ذلك الاحتمال الذي يرفضه عقلي ، ولا يريد حتي التفكير في امكانيةواقعيته ، ربما لارتباط الحب بالشجاعه دائما ، والتضحيه من اجل الحبيب بكل شئ ،حتي بالنفس احيانا ، وهذه التضحيه النابعه من تلك الشجاعة ، هي تحديدا ما يرفضهعقلي .
كلهااحتمالات قائمه ، لم استطع الوصول لاقربها للواقع ، ذلك لاني لم اجد وقتا للتفكير، فبعدما رأيت حاله الفزع التي ظهرت عليها عندما استدرت فجأه ، نظرت الي َّ ،متسعه ً عيناها شاهقة ً، ثم تمالكت نفسها وابتدرتني باعتذار
هي :اسفه لو كنت ازعجتك .
انا :لا ابدا مفيش حاجه .
وبعدالسؤال عن الاحوال تابعتُ بسؤال
انا :بس انت كنت رايحه فين ف وقت متأخر كدا ؟؟
هي :ابدا كنت بدور علي علبه لبن لاخويا ، للاسف الموجود خلص وما كنتش عامله حسابي ، ماصدقت انه نام ونزلت اشتري قبل ما يصحي ويعيط من الجوع .
انا :وايه اللي وصلك لحد هنا ، ما المحلات حوالين البيت كتير ؟؟؟
هي :ما انا لفيت ع المحلات اللي حوالينا لقيت معظمهم قفلوا ، لحد ما وصلت هنا ولقيتواحد كان لسه هيقفل ، سألته ، قال انه عنده بس هو خلاص بيقفل ، اعتذرتله واترجيتهلحد ما وافق ، وبعدين وانا راجعه لمحتك علي اول الشارع ، وبصراحه كنت خايفه اويعشان الوقت متأخر ، قولت اروح وراك من غير ما تاخد بالك ، لو حصل حاجه استنجد بيكولو محصلش يبئي برده ما ازعجتكش .
انا :امممم ، ماشي ، ( ثم تابعت متداركا لتأخر الوقت ) طيب مش ياللا بئي عشان ما نتأخرشاكتر من كدا ؟؟؟
وانطلقناسويا ... ثم تابعت هي متسائله
هي :وانت كنت رايح فين ؟؟
انا :مفيش كنت بشتري شويه حاجات للبيت ، وتقريبا برده لفيت نفس اللفه بتاعتك ع المحلات، لحد ما وصلت لنفس المحل وكان برده بيقفل ، بس الظاهر بعد ما انتي مشيتي لانهقاللي بعد ما جابلي الحاجات ان دي المره التانيه اللي يرجع يفتح فيها بعد ما خلاصيكون هيقفل ، كان متضايق شويه كدا ، بس اتغير وابتسم بعدها كدا لما قولتله " دا عشان لسه ليك رزق يا حاج" .
هي (ضاحكه ) : برده ، ههههههههه .
انا (مبتسما ومتسائلا ) : فيه ايه ؟؟؟
هي :لا مفيش ، بس اصل دا تقريبا نفس اللي قولتلهوله .
انا :اااااااه ، عشان كدا قاللي " برده ، انت كمان هتقولي كدا " ، فمافهمتشقصده ايه ، ومشيت .
تابعتْتبسمها فابتسمتُ انا ايضا .
وهكذاامضينا طريق العوده ، جنبا الي جنب ، متبادلين اطراف الحديث ، الحديث عن كل شئ ،وفي شتي المجالات . كان لكل منا حاله ، كانت هي علي ما اعتقد مستمتعه بتلكالاحاديث ، فقبل ان ينتهي كلامنا في امر ، ما تلبث ان تفتتح غيره ، وكنت أنا اشعربسعاده ، وللحق فقد كنت مستمتعا ايضا ، وشيئا فشيئا اتناسي ما ملأ رأسي من افكارحول الزمان والمكان الغير مناسبين لشخص مثلي ان يتواجد فيهما ، استبدل تلك المشاهدالمرعبه والمواقف المخيفه التي تخيلت ان يحدث لي احدها ، بكلمات ، جاده احيانا ،ومضحكه احيانا اخري ، وبين هذا وذاك كانت تلك الكلمات دائما ما تشعرني بالدفء .
للحروفوالكلمات طاقه ، قد تعطيك شعورا بالدفء ، امان من نوع خاص ، احساس مناسب في الوقتالمناسب ، فحينما تشعر بالوحشه ليس هناك ما هو اجمل من ان تجد انيسا ، بعدما كنتمن قبله وحيدا لا تجد بجانبك احد . من يلعب دور المبارز البارع الذي ينتصر دائماعندما يلاقي خوفك . من تستعين به علي طرد افكار محزنه ، قد تخرج من مخابئها -القابعه في ثنايا عقلك- اثناء وحدتك لتنغص عليك حياتك ، ملقيه ً اياك في احديحلقات الشعور بالأسي ، هذا إن لم تدفع بك إلي دوامه الاكتئاب .
الانيسدائما ما يكون مصدراً للطمأنينه ، مبعثا ً للسعاده ، واحيانا ما يكون منبعاًللحياه .
تابعناسيرنا علي هذا الحال ، وحتي ما اقتربنا ولم يتبق لنا للوصول الا القليل ، اذابالقدر يتذكرني ، وكأنه أراد ألا تكتمل سعادتي ، فبعث لي بضيف جديد لينضم إليصحبتنا .
كان فيمنتصف الطريق تقريبا ، ونحن في اوله ، قادما ًببطء نحونا ، ولكن علي الجانب الاخر. لم اكن اراه ، وهي من نبهني لوجوده ، ولكنها ايضا نبهتني لشئ اخر اهم ،حينما امسكت بذراعي واختبأت خلفي بعدما رأتـْه ُ ، وقتها امتلكني احساس عجيب ،للمره الاولي التي اجده بداخلي ، احساس ان تكون مسئولا عن شخص اخر ، رائعا بكل ماتحمله الكلمه من معني ، نشوه ممتعه ، ممزوجه بإحساس بالشجاعه المنبعثه من خوف مَنْيحتمي بك ، وبشعور بالقوه المستمدة من ضعف مَنْ تكن مسئولاً عنه .
مااجمل هذا الاحساس ، وما اروع ذاك الشعور .
سعادهامتلكتني لما ملأني مما شعرتُ به ، ما كنت دائماً ما أشعر به في احلامي ولم اتذوقهيوماً في واقعي ، ذلك الاحساس بالشجاعة ، الذي لم الا نقيضه في حياتي ، ها هويملأني ... بفضلها .
وفي أثناء تلك السعاده الغامرة ، ظهرت من جديد مَنْ لم تشأ لتلك الحالة المبهجه أنتكتمل ، فها هي وصمتي البغيضه عادت لتظهر في تلك الاثناء ، وعندها بدأ الصراع ،معركه داخليه طاحنه ، بين خصلتين ، قلما يجتمعا سوياً في شخص واحد في آن واحد ،الشجاعة والجبن ، الاولي حديثه المولد ، لكنها رائعه ، ممتعه ، جالبه للفخر لمنيحملها ، وللحق لا اريد التخلي عنها بعدما تذوقت حلاوتها ، بالرغم من كون ذلك لميكن الا لدقائق معدوده ، ولكنها كانت كافيه لتجعلني افكر ان اتمسك بها وارجح كفتهاقليلا علي الصفه الثانيه بالرغم من توطد العلاقه بيننا من قديم الزمان ، وجلبهالكثير من السلامه ، ذلك بأن جعلتني بعيدا عن كل ما قد يسبب ضررا ، وأدخلتني إليجوف قوقعه محمكة الغلق ، لا ينفذ منها إلا ما اريد ، لكنها ايضا ادت لانطوائيهشديده ، رهبة مبالغ فيها ، من أي شئ ، ومن كل شئ .

كنتيجهمحتومه لهذا الصراع وجدت نفسي امام سؤال في غايه الصعوبه ، ايهما ساختار وسأفضل ،هل الشجاعة ومواجهه ضيفنا الغير متوقع قدومه والغير مستحب تواجده ، هل الجبنوإيثار السلامه والهروب من ذاك الوافد ، الشجاعة بما ستمنحه من فخر واعتزاز ولكنبعد تحمل ما ينتج عنها والذي لا يعلمه بشر ، أم الجبن وما يوفره من أمان ولكن معحمل ما يلقيه من خزي وعار .
تساؤلاتوتساؤلات ، ومعها اجابات واحتمالات وتوقعات ، قرار يجب ان يُتخذ ، توابع يصعب عليمثلي حتي التفكير فيها وليس فقط تحملها ، وبين هذا وذاك ، ظللت علي حالي ، صمتخارجي ، وصراع داخلي ، مناظره شديدة الجدية ، بين خصمين ، كل منهما من ابرعما يكون في الجدال ، لكل منهما منطقَهُ ، ويمتلك ايضاً ادواته ، التي يُزين بهافكرته ، لأقتنع بها علي حساب الاخري . بين هذا وذاك ، بقيت كما أنا ، لا اعرف ماذا افعل ، لا افطن لمن أميل ، ولا ادري ماذا اختار لكي يمر هذا الموقف .... علي افضل ما يكون.

_______________________________

to be continue

sooooon

الجزء الثالث
--------
لا اعلم لماذا دائماً ما يأتي احدهم قاطعا حبل افكاري قبل ان اختار او استقر علي رأي ، فعلتْ هي ذلك في تلك المره ، وجاءت بسكين احد ّمن سيوف المحاربين القدامي ، قاطعهً حبل افكاري ، وممزقه ًذلك الصمت القاتل الذي ساد الموقف بعدما اعلمتني بوجود ضيفنا الجديد الذي لا اعلم إن جيدا أم سيئا ألا ينتمي هذا لبني البشر ، فهو من مملكه الحيوان ، شعبه الكائنات التي اكرهها ، لخوفي الشديد منها ، طائفه الحيوانات المفترسه ، فصيله الكلاب الضاله.
تسائلت قائله.
هي : ايييه ؟؟؟ سرحت ف ايه؟؟؟
انا : ايه ، اه ، ولا حاجه ولا حاجه .
هي : ولا حاجه؟؟!! ولا حاجه ازاي بس ؟؟ دا انت مش معايا خالص !!!
انا : لا لا ما تاخديش ف بالك ، قوليلي صحيح انت باين عليكي بتخافي من الكلاب ، صح؟؟؟
هي : يعني ..... بص ، بصراحه اه ، انا بخاف من الكلاب جدا ، بس مش عارفه ليه المره دي حاسه بالامان شويه ، يمكن عشان مش لوحدي !!
انا : يمكن برده .
اعتلتني ابتسامه صغيره ، لم تكتمل ، لما انا فيه ، وما يدور بداخلي ، ثم تابعت حديثي إليها .
انا : بصي انا هأقولك علي حاجه كدا تعمليها ، وان شاء الله الكلب ما يقربلكيش .
هي : ماشي .
انا : حاولي تتكي بسنانك علي طرف لسانك ، انا كنت سمعت ان الطريقه دي بتخلي الكلاب ما تحس انك خايفه .
هي ( متسائله ) : بجد ؟؟؟
انا : اها ، وبعدين جربي مش هتخسري حاجه !!!
هي : ماشي ، بس انا خايفه اتك جامد احسن لساني يتقطع !! (وضحكت ) .
انا ( مبتسما ) : دا انت بتهزري بئي ( فضحكنا سويا) ، (ثم تابعت متسائلا ببعض الجديه) انت خايفه اوي كدا ؟؟
هي : يعني ، مش اوي .
انا : لا لا ، جمدي قلبك امال .
هي : ماشي ، هاحاول ، بس قوللي صحيح انت ليه مش خايف ، هو انت اصلا مش بتخاف من الكلاب ؟؟؟
نزلت عليَّ تلك الكلمات كالصاعقه ، فبعد محاولات التظاهر بالثبات ، هاهي تصدق ، وتعتقد بان الامر حقيقه ، ولكن ان وُجدت الحقيقه فلابد لها من اصول ، وها هي تسأل عنها ، ولكن ، من اين آتي لها بتلك الاصول ، وكيف لي ان اتحدث عنها وانا لا اعرفها ، فالاصول في الواقع غير موجوده ،لان الامر ليس حقيقه .
مجرد سراب ، تراه من بعيد ، فتتوهم صدقه ، ولكنها ان اتته فلن تجده شيئاً . محاوله لارتداء ثوب الشجاعه ، واخفاء خوفي خلف خوفها ، فأنصحها وانا الاولي بالنصح ، اعدد لها محاسن الشجاعه ومساوئ الجبن وانا من عليه ان يعي كل هذا ويعمل به ، احاول التحدث الي نفسي في صورتها ، التغلب علي ضعفي بتقويتها ، مداواه مرضي عن طريق مداواتها ، ذلك لان إصابتنا بنفس الداء ، تعني امكانيه ان يكون مفيدا لكلانا نفس الدواء ، هذا مع العلم أن ما تحملـْهُ هي من تلك الصفه القميئه لا يعادل عـُشر ما بداخلي منها .
احيانا ما يكون التشويش علي التفكير ليس بالامر السيئ ، الفعل المناسب في الوقت المناسب ، وهذا ما حدث ، ماوجدته من صعوبه الاختيار بين القبيح وهو الاستمرار بالكذب عليها وتقمص دور الشجاع أو الأقبح وهو مصارحتها بالحقيقه كامله ، جاءت هي وانقذتني من ذلك عندما قاطعتني متسائله
هي : صحيح ايه حكايه الضغط علي اللسان دي ؟؟ وازاي يعني ممكن تبعد عني الكلب ؟؟ .
قررت اقتناص الفرصه ، والشرح بقدر المستطاع ، لعلها ان تنسي ذاك السؤال عن الشجاعه ولا تعود إليه مره اخري .
أنا : بصي يا ستي ، الكلب مش بيهاجم غير الشخص اللي بيبئي خايف منه ، لانه عنده قدره انه يشم ريحه معينه بتدل علي خوف الانسان .
هي : مش فاهمه !!
انا : تقريبا كدا يعني الجسم بيفرز ماده ، ممكن بتخرج من طرف اللسان ، فلما تضغطي علي لسانك مش هيفرز الماده دي ، فالكلب مش هيشم حاجه ، وبالتالي ما يقربلكيش.
هي ( في عجب ) : يا سلااام، بجد ؟؟؟
انا : دا اللي اعرفه ، او ممكن حاجه تانيه ، انك بتضحكي علي عقلك لما تعملي كدا .
هي ( باندهاش ) : اضحك علي عقلي؟؟!! ازاي يعني ؟؟؟
انا : يعني بتوهمي نفسك باحساس الالم اللي بتحسيه لما تتكي علي لسانك ، فالعقل ينشغل بالاحساس دا ، ومايفكرش ف احساس الخوف اللي ممكن يخلي الماده دي تخرج في الدم وبالتالي الكلب مش هيشمها فمش هيقربلك .
هي (متعجبه ) : يااااه ،سبحان الله .
وتابعت حديثها مبديه ًاندهاشها من عمل الاله البشري ، واستمرت في ذلك الي ان اصبح الكلب قريبا منا اليحد ما ، فلاحظت سكوتها وانشغالها بما نصحتها ان تفعل ، وفي هذه الاثناء دارت في رأسي احدي الافكار ، وللمره الاولي التي ما تأتيني فكره واحده ، فكره واحده فقط ، فالاحتمالالثاني الذي ذكرته لها اوحي لي بشئ ما ، وهو ان الانشغال بما هو خلاف الخوف قديكون سبيلا لعدم الشعور بالخوف .

وهاهوايضا الحل قد آتي ، الانشغال بالحديث إليها في أي مجال وإلهاء عقلي عن التفكير في هذا الحيوان وشعوري نحوه ورعبي منه .
قررت المحاوله بكل جهد ، ومع العلم ان الامر صعب ، ولكني .... سأحاول .
مرت ساعات ، حاولت فيها التحدث في شتي المجالات ، حقا لم اكن ما ادرك ما اقوله ، ولكني كنت علي يقين اني اتحدث ، احاول الابتعاد بعقلي عن التفكير في ما انا فيه ومن يقترب مني ، من علي وشك قضم جزء من جسدي او إلتهام عضو من اعضائي ، حاولت السفر او لنقل الهرب الي احاديث خياليه لا تمط للواقع باي صله او ... بأي حرف .
كان الوقت يمر بصعوبه ، حقالم تكن ساعات كما شعرت ، وانما كانت مجرد ثواني قليله قد تقترب من الدقيقه ،ولكنها علي من في مثل موقفي تمضي كدهور .
برغم طول تلك الفتره المبالغ فيه الا انها قد آن لها ان تنتهي ، علمت بذلك عندما قاطعتني متسائله
هي :ايه دا ؟؟ انت بتقول ايه ؟؟؟
انا ( مرتبكا ) : نعم ؟؟ ،انا ؟؟ ، ولا حاجه .
هي : ولا حاجه !! ولا حاجه ازاي ؟؟
انا : ايه بس ؟؟؟ انتي سمعتيني بقول ايه ؟؟
هي : كلام مش مفهوم كدا ، كل اللي قدرت اميزه " خوف " ، " فرصه " ، " كلب " ،والباقي ما فهمتش منه حاجه .
انا : ايه ، اه ، ( ثم تابعت متداركا الموقف ) دا انا كنت بحكيلك حكايه واحد صحبي كان بيخاف برده من الكلاب وبعدين الحمد لله دلوقت خلاص ما عادش بيخاف ، وكان ف الاول جرب موضوع اللسان دا يعني ونفع معاه .
هي : ااااااااه ، طيب .
ويبدو انها لم تقتنع ، فالواضح ان ما دار في رأسي قد جري علي لساني دون ان اشعر ، وسمعت هي منه القليل ، وذلك لانشغالها بما نصحتها ان تفعل للتخلص من شعورها نحو زائرنا المخيف ... لكلانا .
حتي وان كان كذلك ، وكان عدم اقتناعها امر واقع ، فالمهم ان مر الموقف بسلام ، وهاهي الاماكن قد تبدلت ، واصبحنا نحن في منتصف الطريق واصبح الكلب في اوله ، فقد تخطانا ونحن لا ندري ، وذلك لانشغال كل منا بلهو مختلف ، برغم تشابه الغايه وهي البعد عن الخوف ، الا ان الوسيله كانت مختلفه ، فكانت وسيلتها الضغط علي طرف لسانها ، وكانت وسيلتي الانشغال بالتحدث ، وحدث المراد كنتيجه لكلتاهما ونال كل منا غايته ورحل عنا ضيفنا المرعب .
لم يتبق الا القليل ، مجرد خطوات وينتهي بعدها كل شيء ، طريقنا المشترك ، سعادتنا بالانس سويا ، كل ما حدث ،سواء أكان حلما حلاوته أو حقيقة لمرارته ، أياً كان ، فسينتهي ، وذلك لانها سُنة للحياة ، أن لكل شيء نهاية .
هي : أنا متشكرة أوي .
انا : علي ايه بس ؟؟
هي : يعني ، علي كل حاجه ،( وابتسمت ابتسامه صغيره يشوبها بعض الخجل ، ثم تابعت مقاومه حياءها ) ، علي فكره انا هأحاول ما اخافش تاني من أي حاجه ، ولو شوفت أي كلب ف الشارع تاني ، هاعمل زي ما انت قولتلي .
(قالتها ببراءه طفوليه لم أري مثيلها قط)
انا : ماشي ، بس خدي بالك ،كدا انا هاعتبره وعد !!
هي ( بتحدي صبياني وعلي وجهها ابتسامه صغيره ): ماشي ، وانا موافقه ، وعد.
هكذا في ارتباك ، لا يدري كلانا من الخجل ما يقول ، الي ان انقذت هي الموقف وانهت الحديث .
هي ( مبتسمه ) :تصبح علي خير .
انا ( مبتسماً ) : وانتي من اهله .
واستدار كل منا الي بيته ، وما دخلتُ حتي رأيتها تدخل وتغلق خلفها بابها ، فاطمئن قلبي قليلا ، وفتحت بابي ودخلت ، وقبل ان اصل الي درجات السلم ، وقفت قليلا في الجزء الفاصل بينه بين الباب، استرجعت ما حدث ، كل ما حدث ، ليس هذا وحسب ، وإنما مر امام عيني كل شيء ، من البداية وحتى النهاية ، من بداية حياة مليئة بظلمه الجبن ، وشخص عشق تلك الظلمة فعاش فيها قانعا مستسلما ، إلي نهاية تحتوي علي بصيص من الامل ،وفتاة استطاعت – ولو من دون قصد – ان تجعله ينير شعله تبدد تلك الظلمه ، ولو بعد حين ، بعدما كان يعتقد ان باب القبر ينتظره مفتوحا علي مصرعيه إن فكر يوما ان يدخل عالم التغيير ولو علي سبيل التجربه ، هاهو قد فعلها ، ودخل هذا العالم من الباب الضيق وفكر وقرر وحاول وجرب ، والجميل انه نجح مع اولي تجاربه ، هازما خوفه ، بالرغم من كونها مجرد جولة ، ولكن القادم اكثر ، وسيحاول ، فقد اصبح الان عاشقاً للمحاوله ، حتي وان باءت بالفشل ، فستكون بكل تأكيد افضل من الرجوع الي ما كان عليه . ليس هذا وحسب وانما قرر الانتفاض ، الانتفاض علي كل شيء ، علي المبادئ التي بقت راسخة لسنوات معتقدا صوابها ، من دون حتي ان يقترب منها محاولا التأكد من صحتها ، ولكنه الان قد استفاق ، وأعلنها ثوره ، وستكون هي المحرك الاساسي فيها ، أو بمعني اصح ستلعب الروح التي بثتها بداخله هذا الدور ، وسيستمد منها القوه التي تمكنه من التخلص من تلك المباديء ، والبناء من جديد ، بناء شخصيه جديدة ، تكره العوده الي ما كانت فيه ، تماما كما كانت من قبل تكره الخروج منه ، حقا سيستغرق وقت ، الكثير من الوقت ، ولكنه سيحاول ، وسيحاول ، مادام حياً فسيحاول .
انطلقت صاعدا الدرج ، تملأني الحماسة ، وتملأني اكثر تلك الافكار التي ستجعل حياتي افضل ، وستحولني الي انسان محباً للحياه ، بمرارتها قبل حلاوتها ، وبصعوبتها وتحدياتها قبل سهولتها ومظاهر الترف فيها .
وفي اثناء ذلك ، شعرت بحركه ما عند الباب ، وكأن احدهم يحاول الدخول متسللاً ، يا تُري من يكون وماذا يريد ، ءألص هو ، غرضه مداهمتي للاستيلاء علي ما املك ، ام انه ذاك الكلب ، الذي يبدو انه ادرك عدم قدرته علي الاقتراب منا ونحن معا ، فقرر الانتظار ليكون كل منا بمفرده ، فتسهل عمليه الانقضاض ، وقد قرر البدء بي ، وجاء متتبعا رائحتي التي اوصلته الي باب بيتي .
ما العمل اذا ، اشعر بشيء يجذبني للأعلى ، وسوسه تهمس في اذني ان اصعد ما بقي من الدرجات راكضا إلي ان اصل الي شقتنا ، فأرتمي في احضان امي محتميا بها منه ... ايا كان.
وقبل ان اقرر نفذ عقلي ما افكر فيه ، وصعدت اولي الدرجات ، لكن وقبل ان اصعد الثانيه عاد الي عقلي ما كان به منذ قليل ، وتذكرت نيتي وقراراتي ، وكذا روعه الاحساس بالشجاعه والثبات امام المخاطر ، فتوقفت عندها وامتلكتني قوه عجيبه ، شجاعه جعلتني اقرر الاستداره لتقصي الامر وكذلك الرجوع ان لزم الامر .
قررت اعتباره تحدياً جديدا ، يجب الثبوت امامه ،لاثبات جدارتي واستحقاقي للنجاح في الاختبار الماضي ،وتأكيد ارادتي ان اتغير . جوله جديده من جولات الحرب بين الشجاعه والجبن ، والتي قررت ان اكون فيها حليفا للشجاعه ، كأولي الخطوات لطرد تلك الوصمه من داخلي .
ولكني بعدما إلتفت ، ونظرت متمعناً لاستبين زائري الجديد ، فإذا بي أجد مَنْ لا اتوقع ، وأري ما لم يكن في الحسبان وما جعلني لا اصدق عيناي ... من المفاجأه .


_______________________________

to be continue

sooooon